============================================================
ذكر المسائل التي تعلق بها مبطلو النظر فمنها ما سألني عنه جعفر بن محمد، وهو شاب من أهل ما وراء النهر، قصدني للكلام وللرغبة فيه، ورأيته مفكرا فيما عرض له مما سأل عنه، وكان يخفي ذلك. ثم أظهره فقال لي يوما: قد أرى الرجل يعيش خمسين سنة وهو على قول يعتقده ويرجو به النجاة مما يحاذره ويقرب به إلى ربه وخالقه، ثم يرجع عن ذلك ويرى أن الحق في خلافه، وأن ما كان عليه خطأ، فما ئؤمني أن أكون بهذه الصفة؟
قلث له: إن السائل عن هذا لا يخلو من إحدى منزلتين: اما أن يكون قد تقرر عنده أن شيئا من الأشياء حق من أمور الدين أو أمور الدنيا، وأن ههنا حقا يجب طلبه والأخذ به . أو يكون سوفسطائيا يزعم أنه لا حق ولا علم بتة.
فان يكن سوفسطائيا، فالكلام فيه والجواب ما قد عرفت من سؤاله ما قد عرفتك من قول أصحابنا، وقد أومأث إلى طرف منه في كتابي هذا ستقف.
ال وإن كان ممن يوجب حقا ويعتقد قولا، فهذا السؤال عليه كائنا من كان وكائنا قوله ما كان. والسؤال إذا كان هذا سبيله فغير لازم أحدا، وهو غير صحيح ولا واجب؛ لأن السؤال إنما يصخ إذا وجب لأحد الخصمين على صاحبه، وأما إذا كان يرجع على كل من سئل عنه بمثل الذي يريد السائل أن
Страница 71