141

============================================================

الفن الثاني: فرق أدا يؤدون مما كان سقي بالغيول الجارية والأنهار نصف العشر، ثم رجعوا عن ذلك، وكتبوا إلى المسمى زياد بن عبد الرحمن فأجابهم بما أتاهم، فأعلمهم أن في ذلك العشر، وأنه لا يجب البراء ممن غلط في ذلك، فقال رجل منهم يسمى رشيدا: إن كان يسعنا ألا نبرأ منهم، فإنا نعمل بالذي كانوا يعملون، وثبت هو ومن/ على العمل الأول، وبرئت منه الثعالبة.

ومنهم من الثعالبة المكرمية، أصحاب أبي مكرم، ومما تفردوا به أنهم زعموا أن تارك الضلاة كافر، وليس من قتل بترك الصلاة كفر، ولكن من قتل جهله بالله، وكذلك قالوا في سائر الفرائض، وزعموا أن من أتى كبيرة فقد جهل الله، وقالوا بالموافاة، وهو أن الله إنما يتولى عبادة، ويعاديهم على ما هم صائرون إليه، لا على أعمالهم التي هم فيها، فبرئت منهم الثعالبة، ومن قول التعالبة في الأطفال أنهم مشركون في عقاب آبائهم، وأنهم ركن من أركانهم أظن أنهم يريدون بذلك أنهم كبعض من أبعاضهم.

ومنهم ثم ممن كان مع نجدة الفديكية، ولا أعلم لهم قولا تفردوا به أكثر من أنهم أنكروا على نافع ونجدة ما حكيناه عنهما، وهم أصحاب أبي فديك، وقد بينا قصته وغلبته على عسكر نجدة وقتله إياه.

ومنهم صفرية، أصحاب زياد بن الأصفر، وقالوا: إن الذي نسب إليه الصفرية، وهو عبد الله الصفار وإن الصفرية بكسر الصاد.

ل وحكي عن الخوارج أنهم يوافقون الأزارقة إلا في عذاب الأطفال، فإنهم لا يجيزونه، وأنهم يقولون بالعدل، ولم... الخوارج تحكي ذلك من الصفرية طائفة يقولون: ماكان من الأعمال عليه حد واقع فلا يتعدى بأهله الاسم الذي لزمهم بما يحد، وليس بكفر ولا أهله به كافرون، كالزنى والقذف، وهم

Страница 141