وبواسطة ذلك استدل على اصطفاء ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وها هو يكرر ذكر خصوصية ذرية إبراهيم (ع) حتى ينتهي إلى خلاصة مفادها أن أهل بيت الميت هو الأولى بميراثه كما اجتمع عليه البر والفاجر ، والمؤمن والكافر ، فيقول عليه السلام :
(( وكما قال إبراهيم وإسماعيل: ?ومن ذريتنا أمة مسلمة لك? [البقرة: 128] ولم يقولا: اجعل الأمة مسلمة من ذريتنا ومن غير ذريتنا، ولكنهما افردا الأمة المسلمة، ?ومن ذريتنا أمة مسلمة لك? خاصة، ?وابعث فيهم رسولا منهم?، ولم يقولا: وابعث من غيرهم رسولا، ولكنهما قالا: ومن ذريتنا، وابعث فيهم رسولا منهم، فصار الرسول من أنفسهم شهيدا عليهم بما انتهى إليهم من الكتاب، وصاروا شهداء على الناس بما يكون على الناس من علم الكتاب والحكمة.
وقال الله عز وجل: ?يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وماجعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير? [الحج: 77 - 78].
وهذا ما اجتمع عليه كل بار وفاجر، وكل مؤمن وكافر. اجتمعوا على أن الميت إذا مات فأهل بيته أولى بميراثه )) .
Страница 5