============================================================
خصائص المخلوقات، ويعرفون أيضا بالمجسمة لأنهم وصفوا الله تعالى بصفات لا تصلح إلا للجسمانيات.
وقد أشار الإمام الشني الحافظ ابن حجر العسقلاني إلى تسمية هذه الفرق عند شرحه لقول النبي: " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا" فقال: استدل به من أثبت الجهة، وقال: هي جهة العلو، وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز، تعالى الله عن ذلك. وقد اختلف في معنى النزول على أقوال، فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته، وهم المشبهة، تعالى الله عن قولهم"(2).
وقد تكفلت كتب الفرق والمقالات بشرح وبيان مذهب المجسمة والمشبهة، واعتنت كتب أصول الدين السنية ببيان بطلانه ومخالفته للمعقول ومحكم المنقول، وذلك كقوله تعالى: ليس كمئله شيء } [الشورى: 11)، فهذه الآية كما يقول الإمام ابن عاشور من محكمات أصول الاعتقاد التي تدل على معان لا تحتمل غيرها(2)، وعليه فلو كان الله تعالى في جهة فوق أو تحت أو يمين أو شمال، أو كان مستقرا بمكان ومحاذيا له لكان له أمثال، فضلا عن مثل واحد، وهو نقيض نض الآية القرآنية المحكمة.
(1) فتح الباري (3/ ص37) (2) التحرير والتتوير (ج 3/ ص155)
Страница 19