Манзумат Мисбах Рави
منظومة مصباح الراوي في علم الحديث
Жанры
وهم طباق كلهم عدول ...وجم عن دوسيهم نقول الصحابة طبقات . وسيأتي ذكر ذلك في بابه. فإذا ثبت للرجل شرف صحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثبتت له العدالة ، لأن العدل هو المرضي، والصحابة قد (رضي الله عنهم ورضوا عنه) [التوبة :100] فليسوا بحاجة أن يكونوا مرضيين عند أحد بعد الله ورسوله . فهم الأمة الوسط بنص القرآن ، وهم (خير أمة أخرجت للناس) [آل عمران: 110] وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير الناس قرني"365 . ولا يلتفت بعد شهادة الله ورسوله إلى قول المعتزلة والرافضة وغيرهم من طوائف المبتدعة الذين يلمزون بعض الصحابة أو كلهم بحجة اشتراك بعضهم في الفتنة التي وقعت أو ادعاء وقوع الذنب من بعضهم ، فإن العدالة لا تنافي وقوع الذنب ولا تستلزم الإتيان بكل المأمورات ولا اجتناب جميع المنهيات ، فإن ذلك هو العصمة التي خص الله بها ملائكته وأنبياءه . وأما المرويات التي تذكر ما وقع من بعضهم من ذنب أو شجر بينهم من خلاف وقتال فكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
...منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه . والصحيح منه هم فيه معذورون ؛ إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك - يعني أهل الحديث والسنة - لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره ، بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة . ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم - إن صدر - ، حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم ، لأن لهم من الحسنات التي تمحوا السيئات ما ليس لمن بعدهم.
Страница 108