أو وهن سمع قال عثمان لدى وكالة والسمع منه فقدا ...المعلق هو الحديث الذي حذف من مبتدأ إسناده راو واحد فأكثر على التوالي ، سمي بذلك لاتصاله بالجهة العليا وانقطاعه عن الجهة الدنيا.161 مثاله أن يقول الراوي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو يذكر الصحابي فقط دون التابعي. وهو كثير في تراجم أبواب البخاري كما سيذكره الناظم قريبا وقليل في صحيح مسلم لا يجاوز أربعة عشر حديثا. بل حقق الشيخ مشهور آل سلمان في كتابه "الإمام مسلم ومنهجه في الصحيح"162 أنها اثنا عشر رواية فقط .
...وقول الناظم "وانتقدا كم لهما من ناصر" يشير به إلى أن الشيخين البخاري ومسلما قد انتقدا في بعض ما روياه في كتابيهما كما فعل الدارقطني وغيره وانتصر لهما كثير أيضا كما فعل الحافظ ابن حجر في هدي الساري وفي تغليق التعليق . والذي ينبغي أن يعرفه القارئ أن الانتقاد على البخاري ومسلم لا يقدح في صحة أحاديثهما من حيث العموم بل أحاديثهما من أعلى الصحيح للشروط التي اشترطاها على ما يوردونه وإنما حصل الانتقاد عليهما في اختيار بعض الألفاظ وبعض الطرق وفي المعلقات التي أكثر من إيرادها البخاري مما لا يلتحق بشرطه في كتابه الصحيح .
...فإن ذكرا التعليق بصيغة الجزم كقال وفعل وروى وذكر فلان فهذا صحيح إلى من علقاه عنه . وإن ذكراه بصيغة التمريض كيروى ويحكى ويذكر عن فلان فمنه ما هو حسن وما هو ضعيف ضعفا خفيفا منجبرا.
ويذكر الناظم - رحمه الله - أن البخاري إنما يعلق ما أورده بصيغة الجزم إذا ضاق مخرج الحديث واحتاج إلى تكريره فيختصر إسناده إذ لم يجد له طريقا آخر . وقد يعلقه لأنه لم يحصل له مسموعا وإنما أخذه على طريق المذاكرة أو بالإجازة.
مثال هذا ما أخرجه البخاري163 في كتاب الوكالة ولفظه : قال عثمان بن الهيثم ثنا عوف ثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بزكاة رمضان...) الحديث بطوله.
Страница 52