ورجع به إلى حران، وباع أملاكه بثمانين ألفا، وردَ به عمه إلى دمشق، فقال له يوما: امض بنا نتفرج، فخلا به عمه وخنقه حتى غشي عليه، فرماه في حفرة وطمّ عليه التراب، ظنا منه أنه قد مات، فعل هذا طمعا في ما ورث من أبيه من مال، فمر بعد ذلك شخص جلس يبول فرأى المدر يتحرك بتحرك رجليه، فاستخرجه، فقام يعدو إلى الماء من شدة العطش فشرب، وتوجه إلى بعض أقاربه من النساء، فأقام عندها مختفيا، حتى بلغ وحفظ القرآن، فمرّ يوما فإذا بعمه، فقال: هاه جمال الدين امش بنا؟ ! !، فلم يكلمه، ثم رآه مرة أخرى بالجامع، فغاب منه، وتوجه عمه إلى اليمن، فأقام بها، بعد أن أخذ مال ابن أخيه، والعجب أن التبريزي لم يطالب عمه بشيء، ولم يعاتبه على فعلته الشنعاء عندما رآه، وهذا ينبئ عن أدب وخير وبركة فيه، وهو ما ظهر عليه، فقد تفقه على الشيخ تاج الدين الفزاري، والنجم الموغاني، وكان قاضيا مشهورا،
وخطيبا بليغا (١).
من تلاميذه:
الذهبي: قال: أنشدنا القاضي عبد القاهر لنفسه، سنة (٧٠٤) أربع وسبعمائة من الهجرة:
_________
(١) الدرر ٢/ ٨، وفي فوات الوفيات ٢/ ٣٦٧ - ٣٦٨، أتم مما في الدرر.
1 / 11