مات جيمس الابن في غضون شهر من وصول العائلة إلى كيبك. اسمه موجود هنا، لكن لا يمكن بالطبع أن يكون جسده هنا. لم يكونوا قد حصلوا على أرضهم عندما مات، بل إنهم لم يكونوا قد رأوا حتى هذا المكان. ربما يكون قد دفن في مكان ما بطول الطريق من مونتريال إلى يورك أو في مدينة يورك الجديدة المحمومة. ربما في مكان مؤقت بدائي للدفن قد تم رصفه الآن، ربما من دون شاهد في جبانة بحيث يمكن وضع أجساد أخرى يوما ما فوق جسده. مات بسبب حادثة ما في الشوارع المزدحمة لمدينة يورك أو بسبب حمى أو زحار، أو أي من الأمراض أو الحوادث التي كانت تعد الأسباب الشائعة لوفاة الأطفال الصغار في ذلك الوقت.
إلينوي
في يوم ما في أوائل ثلاثينيات القرن الثامن عشر، تلقى ويليام ليدلو في منطقة الأراضي المرتفعة الاسكتلندية خطابا من أخويه، وقد اشتكيا فيه من عدم مراسلته لهما على مدار ثلاث سنوات، وأخبراه أن والده قد توفي. وما إن تأكد من هذا الخبر، لم يتوان عن الإعداد للذهاب إلى أمريكا. طلب من صاحب العمل الذي يعمل لديه، الكولونيل مونرو (الذي ربما كان واحدا من كثيرين من ملاك الأراضي في منطقة الأراضي المرتفعة الاسكتلندية، الذين تيقنوا من جدوى تربية الأغنام على يد الرجال الذين يعيشون على الحدود الجنوبية)؛ أن يعطيه خطاب تزكية، وقد وافق على ذلك . انتظر حتى تلد ماري ابنها الرابع - وهو جد جدي توماس - ثم أخذ أسرته وبدأ رحلته. كان أبوه وإخوته يتحدثون عن السفر إلى أمريكا، لكن كانت كندا هي ما يقصدون بالفعل. غير أن ويليام كان يقصد أمريكا على وجه التحديد. وقد ترك وادي إتريك من أجل منطقة الأراضي المرتفعة دون أي ندم، والآن كان على أتم الاستعداد للخروج من كنف الدولة البريطانية كلية؛ فقد كان يقصد إلينوي.
استقر به الحال في جوليت، بالقرب من شيكاجو.
توفي ويليام متأثرا بمرض الكوليرا في جوليت في الخامس من شهر يناير لعام 1839 أو 1840، وفي نفس اليوم وضعت زوجته ماري بنتا.
أرسلت خطابا إلى أخويه في أونتاريو - إذ ماذا عساها أن تفعل غير ذلك؟ - وفي أواخر ربيع ذلك العام عندما جفت الطرق وزرعت المحاصيل، وصل أندرو في عربة تجرها الثيران حتى يحملها هي وأولادها وأغراضهم عائدين إلى إسكوسنج.
قالت ماري: «أين الصندوق المعدني؟ كان آخر ما رأيته قبل أن أهجع إلى النوم. هل نقل بالفعل إلى العربة؟»
أجاب أندرو بالنفي. كان قد عاد لتوه من تحميل لفتين من فرش الأسرة مغطاتين بقماش من الكتان.
قالت ماري في حدة: «بيكي!» بيكي جونسون كانت موجودة هناك، تتأرجح للأمام والخلف فوق كرسي خشبي والطفلة على ذراعيها، وذلك بثبات شديد؛ لأنها كانت ستتكلم إن كانت تعرف مكان الصندوق. غير أن مزاجها كان متعكرا، ولم تنطق ولو بكلمة واحدة في هذا الصباح. والآن لم تكن تفعل شيئا سوى هز رأسها هزة خفيفة نافية معرفتها بمكان الصندوق، وكأن الصندوق وحزم الأغراض وتحميلها والرحيل، الذي كانوا قريبين منه، كل ذلك لا يعني لها أي شيء.
قال أندرو: «هل تفهم ما تقولين؟» كانت بيكي من أصل هندي، وقد ظن أنها خادمة إلى أن أوضحت ماري له أنها جارة لها.
Неизвестная страница