6
ولنضف إلى ذلك أن «كورنو»
7
قد اعترف لتفرقة أوجست كونت ذاتها، وإن كان قد عمقها وأضفى عليها مزيدا من الوضوح؛ فهو يضع تقابلا بين وجهة النظر النظرية، ووجهة النظر التاريخية. ففي رأيه أن العلوم التاريخية لا تتميز عن العلوم النظرية فحسب، بأنها ليست مستمدة منها، كما اعتقد أوجست كونت، فيما يبدو. فهي تكون مجموعة منفصلة، لها منهجها الخاص، وتعتمد على حالة عقلية مختلفة كل الاختلاف، وتوجهها أفكار متباينة كل التباين.
العلوم المجردة الرئيسية الستة
ولن نتابع بعد الآن نص أقوال أوجست كونت طويلا، وذلك لأنه يمضي عن طريق التفريع، أي عن طريق تقسيمات ثنائية متتابعة
8
وهذه الطريقة منهجية إلى أبعد حد، ولكنها تترك خارجها العلم الرياضي - ويجب أن نعترف بأن ذلك كان مقصودا، وراجعا إلى أسباب سنوضحها فيما بعد - ثم إنها لا تكشف بما فيه الكفاية عن الفكرة الأهم، وأعني بها تسلسل العلم.
فلنكتف إذن بالقول إنه قد ميز في نهاية الأمر بين ستة علوم مجردة أساسية وهي: الرياضة، والفلك، وعلم الطبيعة، والكيمياء، وعلم الحياة وعلم الاجتماع.
هذه العلوم الستة متسلسلة
Неизвестная страница