diallèle (البرهنة على شيئين كل منهما بالآخر) ومن ذلك ننتهي إلى أن الحقيقة ليس لها معيار.
غير أن هذا لا يعني أنه ليس ثمة حقيقة، فمنذ آلاف السنين التي ظل الناس خلالها يستدلون ويبرهنون ويتحققون من صدق آرائهم، كان من المحال ألا تظهر خلال ذلك حقيقة ما. وإن العلم ليتقدم على الدوام، وهو يقدم الدليل على حقيقته بما يحرزه من نجاح في كل الميادين.
والذي ينبغي أن نقوله هو أن «الحقيقة هي معيار ذاتها»، وكما قال سبينوزا
2
بحق «... فالحقيقة ليست في حاجة إلى أية علامة ... ويكفي أن تكون لدينا الماهيات الموضوعية أو ما يعادلها من أفكار عن الأشياء، للقضاء على كل شيء.» إن الحقيقة قد ظهرت رويدا رويدا عن طريق تقريبات متتالية، وخلال المحاولات والجهود والتأملات والتعديلات، ثم حصلنا عليها واكتسبناها: وإذن فلنتخذها معيارا في ذاتها.
المنطق يتبع منهج التحليل الفكري النقدي
إذن ليس المنطق وتأكيدا لمعيار خارجي لا حقيقة، وإنما هو تحليلي وفكري، ونقدي. (1)
فهو تحليلي بمعنى أنه إذا اتخذ الحقيقة المعطاة نقطة بدء له، فإنه يرتقي منها الشروط التي جعلت هذه الحقيقة ممكنة. (2)
وهو فكري واع بمعنى أنه يصل بهذه الطريقة إلى «معرفة قدرتنا على المعرفة» كما يقول سبينوزا، فالفكر الواعي هو معرفة الفكر لذاته معرفة إيجابية إرادية، ومن هنا ندرك كيف أن كلمة الفكر الواعي
réflexion
Неизвестная страница