هي نوع من التحيز الذي يشوه الملاحظة.
هذا إلى أن كلودبرنار نفسه قد فطن إلى ما يؤدي إليه استخدام هذا اللفظ من لبس، لأنه كتب يقول «إذا ما أجرينا التجربة دون فكرة مسبقة، فإن المرء يمضي خبط عشواء، ولكن ... إذا لاحظنا بناء على أفكار مسبقة، كانت ملاحظتنا غير سليمة.»
16
البيولوجيا (علم الحياة) (7) التاريخ الطبيعي هو الصورة الأولى للبيولوجيا
عندما عددنا علوم الحياة تركنا عامدين مجموعة كاملة من العلوم التي يمكننا أن نسميها بالعلوم العينية
sciences concrètes
وذلك إذا استخدمنا مصطلح أوجست كونت، ونحن نعلم أن كونت كان يطلق اسم العلوم العينية على تلك العلوم التي تتخذ الموجودات موضوعا لها، في مقابل العلوم المجردة، التي تتخذ من «القوانين» موضوعا؛ فالفسيولوجيا تدرس الحياة، أما التاريخ الطبيعي فيدرس «الأحياء».
17
والهدف المنشود للبحث في التاريخ الطبيعي هو تفسير الفروق بين الأحياء، لا قانونها المشترك، الذي هو الحياة. فدراسة التنفس بوجه عام تنتمي إلى مجال الفسيولوجيا. حقا إن المرء لا ينظر إلى الأمر من وجهة النظر التجريبية هذه أبدا، وإنما يدرس التنفس في «الإنسان» مثلا، ولكن هذا راجع إلى أننا نختار الإنسان بوصفه أكثر الحيوانات تعقيدا، ولأنه - كما ينبغي لنا أن نعترف - أكثرها أهمية بالنسبة إلينا، ولكن المرء على استعداد للتعميم دائما. فالتفرقة بين الحيوانات، أو التمييز مثلا بين التنفس عن طريق الرئتين والتنفس عن طريق الخياشيم، معناه التطرق إلى مجال التاريخ الطبيعي.
ومن المفهوم أن التاريخ الطبيعي قد بدأ بإعداد مجموعات، وقد قام أرسطو نفسه بمثل هذا العمل، مثال ذلك أن نعد مجموعات للنباتات الحية أو المجففة (كالحدائق النباتية أو حدائق المزروعات والأعشاب) إلخ، أو حيوانات حية (كبيوت الحيوانات المستأنسة أو أقفاص الطيور) أو حيوانات محفوظة في حالة «طبيعية» بطرق متباينة (كالحيوانات الكبيرة المحنطة، والحشرات المحفوظة في صناديق، والحيات والقواقع المحفوظة في الكحول) أو مجموعات من الرسوم أو الوثائق.
Неизвестная страница