Un romantisme utilitaire ،
10
والحق أن المذهب البرجماتي هو بالفعل نزعة رومانتيكية، بمعنى أنه يهدف إلى رد اعتبار الحساسية، والعاطفة، والشعور الجمالي والديني، في مقابل الاتجاه العقلي الجاف في العلم والمنطق، ذلك لأن المشاعر تعبر عن حاجات، فتكون المذاهب النظرية والوسائل العملية التي تفي بها «نافعة» بهذا المعنى، فالمذهب الديني مثلا يكون «نافعا» لأنه يفي بمقتضيات الحاجة إلى الإيمان، ويرضي أمنية نصبو إليها.
أما عن استخدام الصفة «نفعي» فتتضح صحته إذا سلمنا بأن لدى الإنسان عديدا من الحاجات الأخرى خلاف الحاجة إلى الشرب والأكل وسلامة البدن، فيجب علينا أن نطلق كلمة «النافع» على كل ما يفي بهذه الحاجات المتباينة إلى حد كبير، ولنذكر أن «رينان» كان يعرف الدين مقتبسا كلمة الإنجيل «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.»
لهذا السبب نرى أن جيمس وهو الداعية الأكبر للمذهب البرجماتي، قد أهدى كتابه في «المذهب البرجماتي» إلى «ذكرى جون ستيوارت مل، الذي كان أول من أرشدني إلى اتساع أفق البرجماتية، والذي أميل إلى الاعتقاد أنه لو كان اليوم بيننا، لكان على رأس دعاة هذا المذهب.» ومن المعروف عن مل أنه صاحب الأخلاق النفعية. فالبرجماتية إذن من مذاهب المنفعة العامة، منقولة من المجال الأخلاقي إلى المجال الميتافيزيقي.
فماذا يكون موقفنا من النزعة النفسية؟ في رأينا أنها مذهب مفلس، وأنها مدفوعة إلى إنكار فكرة الحقيقة، وأنها تنتهي إلى الشك.
النزعة النفسية، مذهب شك
سوف ينصب نقدنا أساسا على مسألتين: (1)
الامتداد غير المشروع لفكرة المنفعة. (2)
العلاقة المعكوسة بين الحقيقي والنافع. (1) نقد المذهب البرجماتي (1)
Неизвестная страница