Логика Ишрака у Сухраварди

Махмуд Мухаммад Али d. 1450 AH
93

Логика Ишрака у Сухраварди

المنطق الإشراقي عند السهروردي المقتول

Жанры

120

وهنا يتضح أن رد السهروردي القضايا جميعا إلى القضية الكلية الموجبة الضرورية له أثر على مبحث التناقض عنده؛ حيث خالف المناطقة المشائين في هذا الأمر، كما أنه لم ينكره إطلاقا لفائدته في التناقض، كما أنه اعترف بفائدة الجزئيات في بعض مواطن التناقض؛ لذا يرى السهروردي أن مبحث التناقض - كما يعرضه - يغني عن كثير من الأبحاث التي وضعها المشاءون، ويخلص المنطق من كثير التطويلات التي لا فائدة لها.

121

وهكذا نجد السهروردي في مبحث القضايا لم يخرج عن نطاق المنطق الأرسطي ونسقه العام، وإن قد غير العديد من شروطه، وذلك بهدف توظيف المنطق في اتجاه تربوي ليجعل المنطق ممهدا للإشراق، وإن كانت الفكرة الأساسية التي استند إليها في خروجه عن هذا المنطق الأرسطي، قد استمدها من هذا المنطق ذاته؛ أي فكرة العدول، فنقلها من نطاق الكيفية إلى نطاق الكمية والجهة، لتصبح القضايا كلها كلية موجبة ضرورية، وهذا ما أثر على مبحث النقض والعكس، وسيظهر أثره واضحا على مبحث القياس أيضا.

أما مبحث العكس المستوي

إن السهروردي يعترف أيضا بفائدة القضية الجزئية ولزومها؛ وذلك أن العكس كما يقول: «هو جعل موضوع القضية بكليته محمولا، والمحمول موضوعا، مع حفظ الكيفية، وبقاء الصدق والكذب بحالهما، فإذا أردنا أن نأتي بعكس القضية كل إنسان حيوان لم نستطع أن نقول: كل حيوان إنسان؛ وذلك لأن الموضوع في القضية الأولى أخص من المحمول؛ لأن المحمول أعم من الموضوع. ولكن في العكس حملنا المحمول على الموضوع؛ أو بمعنى أدق حملنا الخاص على كل أفراد العام، فخرجنا إذن على شرط أساسي من شروط العكس، وهو عدم استغراق حد في العكس لم يكن مستغرقا في الأصل. فحيوان لم يستغرق في الأصل واستغرقت في الفرع.»

122

ويعترف السهروردي بهذا، ولكن يبدأ الخلاف بينه وبين المناطقة المشائين في مسألة عكس القضية الموجبة الضرورية؛ فالسهروردي يرى أن عكس القضية الموجبة الضرورية قضية موجبة ضرورية، سواء كانت جهتها قبل أن ترد إلى ضرورية إمكانا أو امتناعا أو وجوبا؛ فالقضية: بالضرورة كل إنسان هو ممكن أن يكون حيوانا، عكسها: بالضرورة بعض ما يمكن أن يكون كاتبا فهو إنسان. والقضية: بالضرورة كل إنسان يجب أن يكون حيوانا - تعكس إلى: بالضرورة بعض ما يمتنع أن يكون حجرا فهو إنسان.

123

فالسهروردي إذن ينقل الجهة كما هي إلى العكس لتصبح القضايا كلها ضرورية بتاتة، وفي هذا يقول ما نصه: «عكس الضرورية البتاتة الموجبة ضرورية بتاتة موجبة، مع أي جهة كانت؛ فللمحيطة وللجزئية انعكاس على أن شيئا من المحمول يوصف بالموضوع مهملا.»

Неизвестная страница