164

Manṭaliqāt Ṭālib al-ʿIlm

منطلقات طالب العلم

Издатель

المكتبة الإسلامية

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Место издания

القاهرة

Жанры

للجمود الذي سيطر، والتعصب الذي استفحل في عصره ... ﵀ وهو من أهل القرن الثالث عشر، خاصة في بلده اليمن، فأراد الشوكاني أن يكسر من حدة هذين الداءين بهذه الدعوة، ولكنه لا يعنى هذا أن هذا المنهج الذي يدعو إليه قابل للتطبيق، أو أنه عند التطبيق نتائجه محمودة، إنه ليس حلًا معقولًا، ولا حلًا عمليًا أن يتفقه المتفقهون بعيدًا عن هذه المدارس الفقهية الكبرى الزاخرة الغنية، ولذلك فإن الذين حاولوا من المتفقهين أن ينفذوا رأى الشوكاني ﵀ فروا من كتب المذاهب الأربعة إلى كتب الشوكاني نفسه، فاقتربوا من التمذهب، ولكن بمذهب الشوكاني. وأما الذين حاولوا أن يتفقهوا في الشريعة بواسطة كتب المحدثين ﵏ فالغالب أنهم يتشتتون، ويضيعون. فعليك - يا متفقه - أن تتخذ التمذهب وسيلة إلى التفقه في أحكام الشريعة، وسيلة وليس غاية، أما إذا وقعت في داء التعصب والجمود، انقلب التمذهب حينئذ غاية، وحينئذ لا تصل إلى الغاية التي هي معرفة حكم الله، تحجبها سحب الجمود، ويحجبها غبار التعصب؛ لذلك ليس معنى اقتراحنا عليك - أيها المتفقه - أن تتخذ التمذهب بأحد المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة وسيلة للتفقه، أننا نبيح لك التعصب " ثم قال: " فالمبتدئ في أول طريق التفقه لا يستغني أبدًا عن تلقى الفقه بواسطة هذه المتون الفقهية، حتى إذا درب بالفقه واعتاده، وبدأت

1 / 209