43

Убежища гурий в сердцах знающих Господа миров

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

Издатель

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Место издания

الرياض

Жанры

والشاهد هنا عناية الله بأوليائه، وما بلغوا ذلك إلا بتجريد محبتهم لمعبودهم سبحانه، فهم كما قال ابن القيم – ﵀: (فالنفوس العليّة الزكيّة تعبده لأنه أهل أن يُعبد ويُجَلّ ويُحَبّ ويُعظّم، فهو لذاته مستحق للعبادة، ولا يكون العبد كأجير السوء إن أُعطي أُجرةً عَمِل، وإن لم يُعط لم يعمل، فهذا عبد الأجرة لا عبد المحبة والإرادة!) انتهى (١). وذكر ﵀ محبة خواص أولياء الله، وأنهم يريدون قربه، ووصولهم إليه، واشتغالهم به عما سواه والتنعم بحبه، ولذّة الشوق إلى لقائه. وذكر أن هذا هو مطلوبهم الأعظم وأنه إذا انضاف إلى هذا المطلب الأعظم المقصود بالقصد الأول طلبهم لِثوابه المخلوق المنفصل فلا عِلّة في هذه العبودية. وعلماء السلف ﵏ يُبيّنون التوحيد ليتجرّد ويتصفى من العِلل والشوائب. ولذلك يقول ابن القيم ﵀: (والعارفون عملهم على المنزلة والدرجة، والعمال عملهم على الثواب والأجرة، وشتّان ما بينهما) (٢). وليس المراد مما تقدم عَيْب سؤال الله الجنة، وإنما العَيْب أن يكون مبلغ

(١) مدارج السالكين، ٢/ ٧٦. (٢) المصدر السابق.

1 / 44