ونبهني من رقدة الغافلين، وسنة المسرفين، ونعسة المخذولين؛ وخذ بقلبي إلى ما استعملت به القانتين، واستعبدت به المتعبدين، واستنقذت به المتهاونين، وأعذني مما يباعدني عنك، ويحول بيني وبين حظي منك، ويصدني عما أحاول لديك، وسهل لي مسلك الخيرات إليك، والمسابقة إليها من حيث أمرت، والمشاحة فيها على ما أردت.
ولا تمحقني فيمن تمحق من المستخفين بما أوعدت؛ ولا تهلكني مع من تهلك من المتعرضين لمقتك؛ ولا تتبرني فيمن تتبر من المنحرفين عن سبلك. ونجني من غمرات الفتنة، وخلصني من لهوات البلوى، وأجرني من أخذ الإملاء؛ وحل بيني وبين عدو يضلني، وهوى يوبقني، ومنقصة ترهقني.
ولا تعرض عني إعراض من لا ترضى عنه بعد غضبك؛ ولا تؤيسني من الأمل فيك؛ فيغلب علي القنوط من رحمتك؛ ولا [تمتحني] بما لا طاقة لي به، فتبهظني بما تحملنيه من فضل محبتك.
ولا ترسلني من يدك إرسال من لا خير فيه، ولا حاجة بك إليه، ولا إنابة له؛ ولا ترم بي رمي من سقط من عين رعايتك، ومن اشتمل عليه الخزي من عندك.
Страница 80