الأولياء وأن بعض من كان مع أبي العباس أنكر عليه فكأنه كاشف عنه ، فقال لهم: انم الفقهاء معذورون في الإنكار علينا أو نحو ذلك، الشك مني في اللفظ مني ، لا في معناه، فالملك له دار جعل عليها العلماء يحرسونها فلا يتركون من يدخل إليها فففا العلماء إغفاءة أو ناموا نومة، الشك مني في اللفظ أيضا مني ، فدخل الأوليا الدار ففتشوها وعرفوا ما فيها وخرجوا، فاستيقظ العلماء من نومهم وصار الأولياء احدثون: إنا دخلنا دار الملك ورأينا فيها كذا وكذا، فيقول العلماء كذبوا، نحن احراس الدار ولا دخل علينا أحد، فمن أجل ذلك إنكار العلماء على الأولياء.
فانظر- رحمك الله - هذا التخليط العظيم وما احتوى عليه هذا اللفظ من / 166 المفاسد التي تؤدي إلى الكفر والعياذ بالله أو هي كفر بعينها. والعجب من أبي العباس.
اكثر في التملح بها واستحسانها واللهج بها بين يدي الأمراء وغيرهم كي يرفع قدر القائلها وتكون له الحظوة بها، فإنا لله وإنا إليه راجعون. لكن حبك الشيء يعيي اصم، والجهل قائد إلى الشر ومؤدي إلى الهلاك. وأبو العباس لا يطيق إدراك المسائل ولا معرفة وجوهها ومبانيها ولا ما بترتب عليها كغيره من أهل عصره كما نبهنا عليه(1)، ولو نور الله بصيرة القائل المذكور لما تفوه بما يهدر دمه أو يتردى به من قنة(2).
اجبل. ولو هدى الله أبا العباس لرد عليه قوله أو سأل إذ لم يعرف ما يرد به عليه من هوا اوالى منه بذلك لوجوب السؤال عليه إذ لم يعلم، لقوله تعالى ( فاسألوا(3) أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون *() . وهذا الرجل(2) القائل نسب العصيان لكل علماء الدين، اوالففلة عن حمل شرع سيد المرسلين، لأن نومهم كلهم ترك لما أمرهم به المولى من امراعاة(2) داره وحفظها عن الدخول إليها، ولذلك خلقهم وبه أمرهم ومن أجل ذبهم اعن الشرع أهلهم ، فتركوا الأمر واشتغلوا بالراحة فناموا فضيعوا الحراسة / وتركوا دار 160/: الأمير عارية من حارس.
(1) انظر عنه ص (141.
(2) قنة الجبل أعلى نقطة فيه.
(2) في الأصل (فسئلوا).
4) سورة (النحل) ، الآية (42)، وكذلك سورة (الأنبياء) ، الآية (7) .
5) هو محمد العباس، تلميذ عيسى الديندي، كما سبق.
140 (7) في الأصل (مراعات).
Неизвестная страница