274

Проявления многобожия

رسالة الشرك ومظاهره

Редактор

أبي عبد الرحمن محمود

Издатель

دار الراية للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى ١٤٢٢هـ

Год публикации

٢٠٠١م

Жанры

معنى الوسيلة في آية المائدة:
١ - أما الوسيلة في الآية الأولى؛ فقد حكى في " الدر المنثور " عن مفسري الصحابة والتابعين فيها أربع عبارات: عبارة حذيفة ﵁ وغير واحد: أنها القربة، وعبارة قتادة: أنها الطاعة لله والعمل بما يرضيه، وعبارة أبي وائل ﵁: أنها الإِيمان، وعبارة ابن عباس: أنها الحاجة، وأنشد قول عنترة:
إِنَّ الرِّجَالَ لَهُمْ إِلَيْكِ وَسِيلَةٌ ... أَنْ يَأْخُذُوكِ تكَحَّلِي وتَخَضَّبي
والعبارات متواردة على معنى واحد، فطاعة الله وعمل ما يرضيه قربة، والإِيمان عند السلف عقد وقول وعمل، فآل إلى الطاعة، والحاجة من الاحتياج والافتقار، فإن كان لله، فهو من الإِيمان المثمر للطاعة.
وقال الراغب بعد هذه الآية: " وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى مراعاة سبيله بالعلم والعبادة، وتحري مكارم الشريعة، وهي كالقربة ".
فرجعت الوسيلة إلى أنها القربة والطاعة، وحكى ابن كثير اتفاق المفسرين على هذا المعنى.
معنى الوسيلة في آية الإِسراء:
٢ - وأما الوسيلة في الآية الثانية؛ ففسرها البغوي بالقربة [و] بالدرجة العليا وليس بين اللفظين تضارب، لأن الدرجة العليا ثمرة الطاعة والقربة، وفسرها رسول الله ﷺ بالقرب، وهو بمعنى الدرجة العليا، فقد روى الترمذي وابن

=
وابن حبان (٤/ ٥٨٦/ ١٦٨٩)، والبغوي في " شرح السنة " (٢/ ٢٨٣ - ٢٨٤/ ٤٢٠) من طرق عن عليّ بن عياش، عن شُعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا، وقال الترمذي: " حديث صحيح حسن غريب ".

1 / 291