Манхадж в современной арабской мысли: от хаоса основания к систематической организации
المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي
Жанры
13
فقد أراد - كما يؤكد دائما - أن «ينقض أخطر مشكلة تواجه العرب والمسلمين عموما، ألا وهي مشكلة «الحداثة العقلية والفكرية». إنها مشكلة دخول العصر بكل ما للكلمة من معنى، وبكل ما يتضمنه ذلك من إشكاليات وعقبات وآلام ومخاضات.»
14
هذا هو الأفق المعرفي الذي خطط له أركون وسعى إلى تثبيت أركانه في الساحة العربية والإسلامية، وقد ظل هاجس العلمنة واحدا من الإشكالات والأسئلة الكبرى التي شغلت هذا الفكر واتخذ مستويات متعددة وتعبيرات مختلفة حسب تعدد السياقات.
فارتبط بإشكالات مفاهيمية كالديمقراطية والتقدم والحداثة، لكن قبل الشروع في رهانات العلمنة مع أركون نقف عند لحظاتها في الفكر العربي المعاصر، حددها الأستاذ كمال عبد اللطيف في ثلاث لحظات أساسية.
15
اللحظة الأولى: دولة الإسلام ودولة العلم والمدنية
ويمثلها الحوار الذي دار بين محمد عبده وفرح أنطون على صفحات «الجامعة» و«المنار» حول تاريخ الإسلام والمسيحية، حيث دافع عن ضرورة الفصل بين متطلبات الدين ومتطلبات الدنيا بالإضافة إلى تلويحه بشعارات التسامح والمواطنة. ويرى أن الخلاصة الأساسية لهذا الجدال تتجلى في المعالجة المباشرة والصريحة لمسألة العلمنة في الخطاب العربي المعاصر، وإعادة بناء المفهوم والتفكير فيه من جديد وفق معطيات جديدة.
اللحظة الثانية: نحو تأريخ وضعي للسلطة السياسية في الإسلام
ويمثل هذه المرحلة علي عبد الرازق (1888-1966م) بنصه الشهير «الإسلام وأصول الحكم» 1925م الذي يعرض فيه موقفا نقديا من مسألة إحياء الخلافة الإسلامية. وهذه اللحظة امتداد لجدل اللحظة الأولى: أصلها وتطورها. كما أقام تمييزا فاصلا بين النبوة والممارسة السياسية، ويدافع عن ضرورة الاحتكام في مجال السياسة إلى ما يسميه بأحكام العقل، وتجارب الأمم، وقواعد السياسة.
Неизвестная страница