375

Книга оптики

كتاب المناظر

Жанры

[44] وقد يعرض الغلط في الملاسة أيضا من جل خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال. وذلك أن المبصر الذي فيه خشونة يسيرة إذا كان على بعد متفاوت فليس يظهر للبصر خشونته وإن لم يكن البعد مسرف التفاوت. وذلك لأن الخشونة إنما يدركها البصر من إدراكه لاختلاف وضع أجزاء سطح المبصر، أو من إدراك اختلاف صورة الضوء الذي يكون في سطح المبصر. وإذا كانت الخشونة يسيرة فإن أجزاء سطح المبصر المختلفة الوضع تكون في غاية الصغر. وإذا كانت في غاية الصغر لم تتميز للبصر، ولم يتميز اختلاف أوضاعها للبصر من البعد المتفاوت، وإن لم يكن مسرف التفاوت. وإذا كانت الخشونة يسيرة فإن الاختلاف الذي في صورة الضوء أيضا الذي في سطح المبصر يكون احختلافا يسيرا. وإذا كان الاختلاف الذي في صورة الضوء يسيرا لم يظهر ذلك الاختلاف من البعد المتفاوت، ولم يفرق البصر بين الضوء الذي في ذلك السطح وبين صورة الضوء الذي يكون في السطح الأملس من البعد المتفاوت. وإذا لم يدرك البصر اختلاف أوضاع أجزاء المبصر، ولم يدرك اختلاف صورة الضوء الذي في سطح المبصر، لم يدرك خشونة المبصر فهو يدرك ذلك المبصر كما يدرك الأجسام الملس التي سطوحها متشابهة الوضع، ولا يفرق بين السطح الخشن وبين السطح الأملس. فإذا أدرك البصر مبصرا من المبصرات الخشنة السطوح من البعد المتفاوت فليس يدرك الخشونة التي فيها. وإذا لم يدرك الخشونة التي في سطح المبصر، ولم يكن بعد المبصر من الأبعاد المسرفة التفاوت، فهو يشبه صورته بصورة أمثاله من المبصرات الملس ويظنه أملس إذا لم يتقدم علم الناظر بخشونة ذلك المبصر.

[45] وإذا ظن البصر بالخشن أنه أملس فهو غالط في ملاسته. والغلط في الملاسة هو غلط في القياس لأن الملاسة إنما تدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصرات التي سطوحها خشنة إذا كانت على أبعاد معتدلة بالقياس إلى تلك المبصرات فإن البصر يدرك خشونتها ولا يدركها ملسا إذا كانت المعاني الباقية التي في تلك المبصرات في عرض الاعتدال.

.يج.

Страница 438