347

Книга оптики

كتاب المناظر

Жанры

[25] فأما غلط البصر في المعرفة من أجل خروج الزمان الذي فيه يدرك البصر المبصر عن عرض الاعتدال فكالمبصر الذي يدركه البصر من باب أو منفذ أو خرق أو موضع مخصوص، ويكون ذلك المبصر متحركا مجتازا بذلك الباب أو المنفذ، فيدركه البصر في مدة قطعه لعرض ذلك الباب أو المنفذ فقط ثم يغيب عنه، فيعرض من ذلك أن يكون الزمان الذي يدرك فيه المبصر محصورا. فإذا كان ذلك المبصر يتحرك حركة سريعة فإن الزمان الذي يقطع فيه المبصر المتحرك عرض تلك المسافة التي يدركه فيها البصر يكون زمانا يسيرا جدا. وإذا كان الزمان الذي يدرك فيه البصر المبصر يسيرا محصورا فإنه ربما لم يتمكن في ذلك القدر من الزمان من تأمل المبصر تأملا محققا. وإذا لم يتمكن من تأمل المبصر تأملا محققا فربما اشتبهت عليه صورته ولم يدركها إدراكا محققا. وإذا كان المبصر المتحرك إنسانا فربما شبهه بإنسان يعرفه إذا كان في ذلك المبصر مشابه من ذلك الإنسان الذي يشبهه به ويظنه ذلك الإنسان بعينه ولا يكون ذلك الإنسان. وكذلك إن كان حيوانا غير الإنسان فربما أشبهه البصر بنظير له ولا يكون ذلك النظير الذي شبهه به. وكذلك إن كان المبصر جمادا كثوب أو أنية أونبات أوثمر أو غير ذلك من الجمادات إذا اجتاز به مجتاز فربما شبهه البصر بغيره ولا يكون ذلك الغير. وكذلك إن كان البصر متحركا ولمح في حركته مبصرا من المبصرات وتجاوزه قبل أن يتمكن من تأمله لسرعة حركته، فإنه ربما شبهه بغيره وظنه ذلك الغير ولا يكون ذلك الغير.

[26] وإذا شبه البصر المبصر بنظير له وظنه ذلك بعينه ولم يكن ذلك الذي شبهه به فهو غالط في إدراكه ويكون غلطه غلطا في المعرفة. لأنه إذا شبهه بغيره ولم يكن ذلك الغير فهو غالط في شخصيته أو في نوعيته. وعلة هذا الغلط هو خروج الزمان الذي فيه يدرك البصر ذلك المبصر عن عرض الاعتدال بالإفراط في القصر. لأن البصر إذا أدرك ذلك المبصر، وكان الزمان الذي يدركه فيه فسيحا يتمكن فيه من تأمل ذلك المبصر، فليس يعرض للبصر الغلط في مائية ذلك المبصر إذا كانت جميع المعاني الباقية التي في ذلك المبصر التي بها يتم إدراك المبصر على ما هو عليه في عرض الاعتدال. فعلى هذه الصفة وأمثالها يكون غلط البصر في المعرفة من أجل خروج الزمان الذي يدرك فيه البصر المبصر عن عرض الاعتدال.

Страница 409