317

Книга оптики

كتاب المناظر

Жанры

[14] فقد تبين مما فصلناه وشرحناه أن لكل واحد من المعاني التي بها يتم إدراك المبصر على ما هو عليه بالقياس إلى كل واحد من المبصرات عرضا مافي تضاعيفه يدرك البصر المبصر على ما هو عليه، وإذا تجاوز ذلك العرض بالإفراط فليس يدرك البصر المبصر مع إفراط ذلك المعنى. والخروج عن العرض الذي من أجله ليس يتم إدراك المبصر على ما هو عليه يكون في البعد بالإفراط في الزيادة وفي النقصان، ويكون في الوضع بالبعد عن سهم الشعاع وباختلاف وضع المبصر من البصرين إذا كان الإبصار بالبصرين معا، لأنه إذا اختلف وضع المبصر من البصرين كانت الشعاعات التي تلتقي على المبصر من البصرين غير متشابهة الوضع، وبفراط ميل سطح المبصر على خطوط الشعاع، وبامتداد سطح المبصر أو المسافة التي بين المبصرين على استقامة خطوط الشعاع. وبالجملة فإن كل وضع لا يتم معه إدراك المبصر على ما هو عليه فهو وضع خارج عن الاعتدال. ويكون في الضوء بافراط في الزيادة وفي النقصان، ويكون في الحجم بالإفراط في الصغر. ويكون في الكثاقة بالإفراط في الشفيف، ويكون في الهواء بافراط في العلط في جميعه أو في بعضه. ويكون في الزمان بالإفراط في القصر. ويكون في البصر بافراط في الضعف أو في التغير.

[15] وإذ قد تبين ذلك فلنسم العرض الذي فيه يدرك البصر المبصر على ما هو عليه في كل واحد من المعاني التي بها يتم إدراك المبصر على ما هو عليه عرض الاعتدال. وإذا كان لكل واحد من المعاني التي بها يتم إدراك المبصر على ما هو عليه عرض فيه يدرك البصر المبصر على ما هو عليه، وإذا تجاوز ذلك المعنى ذلك المعرض لم يدرك البصر المبصر على ما هو عليه، فقد وجب أن نحد هذا العرض بحد يفر زه عن الإفراط الذي خرج عنه، فنقول: إن عرض الاعتدال في كل واحد من المعاني التي بها يتم إدراك المبصر على ما هو عليه هو العرض الذي ليس يكون بين الصورة التي يدركها البصر من المبصر في تضاعيفه وبين صورته الحقيقية تفاوت محسوس مؤثرفي حقيقة صورة المبصر. فهذا الحد يتم في كل واحد من المعاني التي بها يتم إدراك المبصر على ما هو عليه. وغاية العرض في كل واحد من هذه المعاني يختلف بحسب اختلاف المبصرات ويكون عرض كل واحد من هذه المعاني بالقياس إلى مبصر من المبصرات بحسب كل واحد من المعاني الباقية التي بها يتم الإبصار، وبحسب لون ذلك المبصر أيضا وبحسب المعاني اللطيفة التي تكون فيه إن كانت فيه معان لطيفة كالتخطيط والنقوش والكتابة والأجزاء المتميزة. فيكون عرض الاعتدال في البعد بالقياس إلى كل مبصر من المبصرات بحسب لون ذلك المبصر، وبحسب المعاني اللطيفة التي في ذلك المبصر، وبحسب الضوء الذي فيه، وبحسب وضعه، وبحسب كثافته، وبحسب الهواء المتوسط بينه وبين البصر بحسب الزمان، وبحسب صحة البصر وقوته.

Страница 379