144

Книга оптики

كتاب المناظر

Жанры

[6] وليس تصل الصورة من سطح الجليدية إلى العصبة المشتركة إلا بامتدادها في تجويف العصبة التي الجليدية مركبة عليها. فإن لم تحصل الصورة في تجويف هذه العصبة وهي على هيئتها، وأوضاع أجزائها على ما هي عليه، فليس يصح أن تمتد الصورة من سطح الجليدية إلى تجويف العصبة على استقامة خطوط الشعاع وأوضاع أجزائها على ما هي عليه. وذلك أن هذه الخطوط تلتقي عند مركز البصر، ثم إذا امتدت على استقامتها من بعد المركز فإن أوضاعها تنعكس فيصير المتيامن منها متياسرا والمتياسر متيامنا والمتعالي متسافلا والمتسافل متعاليا كذلك جميع الخطوط المتقاطعة عل نقطة واحدة. فإن امتدت الصورة من سطح الجليدية على استقامة خطوط الشعاع فإنها تجتمع عند مركز البصر فتصير الصورة نقطة واحدة. ومركز البصر في وسط جملة العين ومتقدم لموضع الانحناء من تجويف العصبة. فإن امتدت الصورة من المركز وهي نقطة واحدة على خط واحد فهي تصل إلى موضع الانحناء من تجويف العصبة وهي نقطة واحدة، فلا يحصل في تجويف العصبة صورة. وإن امتدت على استقامة خطوط الشعاع وتجاوزت المركز فإنها تكون منعكسة بحسب انعكاس الخطوط المتقاطعة التي امتدت عليها. فإن وصلت إلى تجويف العصبة من بعد تجاوز المركز فهي تصل منعكسة. فليس يصح أن تصل الصورة من سطح الجليدية إلى تجويف العصبة، وأوضاع أجزائها على ما هي عليه، إذا امتدت على استقامة خطوط الشعاع. فليس يصح إذن أن تصل الصورة من سطح الجليدية إلى تجويف العصبة وأوضاع أجزائها على ما هي عليه إلا على خطوط منعطفة مقاطعة لخطوط الشعاع.

[7] وإذا كان ليس يتم الإبصار إلا بوصول الصورة التي تحصل في سطح الجليدية إلى العصبة المشتركة وأوضاع أجزائها على ما هي عليه، وكانت هذه الصورة ليس يصح أن تصل إلى تجويف العصبة وأوضاع أجزائها على ما هي عليه إلا منعطفة، فليس يتم الإبصار إذن إلا من بعد أن تنعطف الصورة التي تحصل في سطح الجليدية وتمتد على خطوط مقاطعة خطوط الشعاع، ويكون انعطافها من قبل وصولها إلى المركز، لأنها إن انعطفت بعد تجاوزها المركز كانت منعكسة.

[8] وقد تبين أن هذه الصور تنفذ في جسم الجليدية على استقامة خطوط الشعاع. وإذا كانت تنفذ في جسم الجليدية على استقامة خطوط الشعاع، وكان ليس يصح أن تصل إلى تجويف العصبة إلا بعد أن تنعطف على خطوط مقاطعة لخطوط الشعاع، فالصورة إذن إنما تنعطف من بعد نفوذها في جسم الجليدية. ولي يصح أن تنعطف الصورة في جسم الجليدية وجميع أحوال الحليدية على ما هي عليه. وقد تقدم في هيئة البصر أن جسم الجليدية مختلف الشفيف، وأن الجزء المتأخر منها وهو الذي يسمى الزجاجية، مخالف الشفيف للجسم المتقدم. وليس في جسم الجليدية جسم مخالف الصورة لصورة الجسم المتقدم منها غير جسم الزجاجية. ومن خاصة صور الأضواء والألوان أن تنعطف إذا لقيت جسما مخالف الشفيف للجسم الأول الذي هي فيه. فالصور إذن إنما تنعطف عند وصولها إلى الرطوبة الزجاجية. وهذا الجسم إنما كان مخالف الشفيف للجسم المتقدم من الجليدية لتنعطف الصور عند وصولها إليه.

Страница 203