القسم١ الأول: في بيان حجج الشريعة الفصل الأول: في الركن الأول٢
أركان علم الشريعة أربعة:
الأول: نَصُّ الكتاب المنزل على النبي المرسل ﷺ، قال الله تعالى: ﴿هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقّ﴾ ٣، وقال تعالى: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ ٤.
والكتاب قد جمع علم الأولين والآخرين، وتضمّن ثمرة كتبه التي أولاها أوائل الأمم، وصار خزانة لأنواع الحكم، قال الله تعالى: ﴿يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾ ٥. وضمّنه تعالى الحجج الواضحة والبراهين اللائحة] ٩٢/ب [والدلائل الساطعة على ما خص به من الإيجاز والإعجاز، بحيث عجز عنه الفصحاء، وأذعن له البلغاء وتبلد منه الشعراء، وتحيَّر فيه الحكماء، فهو عذب المسموع، سهل الموضوع، باللفظ الجزل ومتشابه الرصف، وتلاحم أجزاء الأول بالآخر، واتفاق قرائن الأوسط بالطرفين، ينظم أبهة الفخامة إلى رقة الحلاوة، ويجمع رصانة الجزالة ومهابة الجلالة إلى بهجة الرشاقة ومحبة القبول، له مبادئ بديعة ومخالص
_________
١في (ص): الفصل، والمثبت من المحقق بدلالة تقسيم المؤلف في المقدمة ودفعًا للتكرار والاشتباه.
٢ إضافة من المحقق، ولعلها سقطت من الناسخ بدلالة ما سيأتي.
٣ سورة الجاثية /٢٩.
٤ سورة الأعراف /٣.
٥ سورة البينة /٢،٣.
1 / 61