فالانتساب إلى الإمام أحمد في الأصول هو انتساب إلى السنة١، فالإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة بلا منازع٢.
وانتساب المؤلف في الفروع الفقهية إلى الإمام الشافعي تأكيد على اتفاق الأئمة الأربعة في العقيدة وأصول الدين وإجماعهم عليها، وأن اختلافهم لم يكن إلا في أمور محدودة من فروع الشريعة لا في أصولها.
وفاته:
عاش المؤلف ستة وسبعين عامًا قضاها في طلب العلم والرحلة إليه ثم تعليمه، ووعظ الناس وتذكيرهم ونصحهم وإرشادهم وتبصيرهم بأمور دينهم، وفي رواية الحديث، في بغداد ودمشق وسلماس وغيرها.
_________
١ قال الإمام أحمد: أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله ﷺ والاقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة ...الخ (ر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة ١/١٥٦ للالكائي)، وقال الإمام ابن تيمية: ولفظ السنة في كلام السلف، يتناول السنة في العبادات، وفي الاعتقادات، وإن كان كثير ممن صنف في السنة يقصدون الكلام في الاعتقادات، وهذا كقول ابن مسعود، وأبي بن كعب، وأبي الدرداء ﵃: "اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة". اهـ. (ر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص٧٧ لابن تيمية تحقيق: د. صلاح الدين المنجد) .
٢ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وصار الإمام أحمد علمًا لأهل السنة الجائين بعده من جميع الطوائف، كلهم يوافقه في جمل أقواله وأصول مذاهبه، لأنه حفظ على الأمة الإيمان الموروث والأصول النبوية ممن أراد أن يحرفها. (ر: مجموع الفتاوى ١٢/٤٣٩) .
1 / 26