وبلغنا عن بعض من ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار فعثر به(1)، قال: فقلت: تعس(2) الشيطان، قال - عليه السلام -: "لا تقل هذا، فإنك إذا قلت ذلك تعاظم الشيطان، حتى يكون مثل الجبل العظيم، وهو يقول: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله، تصاغر، حتى يكون مثل الذباب" (3).
فصل
وينبغي للمسافرين إذا نزلوا أن يكونوا مجتمعين، لما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نزل منزلا تفرق عنه أصحابه في الشعاب(4) والأودية، فقام - عليه السلام - فيهم، فقال: (إن تفريقكم (5) في الشعاب والأودية من أمر الشيطان) (6)، قال: فكانوا إذا نزلوا بعد ذلك، انضم بعضهم إلى بعض، حتى إنك تقول فيما بلغنا: لو بسطت عليهم ثوبا، لغطيتهم به، أو نحو ذلك، والله أعلم.
__________
(1) - فعثر: كبا.(المصدر السابق)، 9/45، مادة "عثر".
(2) - تعس:. العثر، والتعس: أن لا ينتعش العاثر من عثرته، وأن ينكسر في سفال، وقيل: التعس: الانحطاط والعثور، والتعس أيضا: الهلاك، (المصدر السابق)، 2/ 36، مادة "تعس".
(3) - رواه أبو داود، في (40) كتاب الأدب، في (76) باب لا يقل خبثت نفسي، ح رقم 4982، ورواه أحمد في مسنده 6/ 59، رقم.ح 20068.
(4) الشعاب: ما انفرج بين جبلين، والشعب مسيل الماء، وقيل غير ذلك.ابن منظور، (لسان العرب)، 7/127، مادة "شعب".
(5) في الحديث، ورد تفرقكم.
Страница 69