، وحكي عنه - عليه السلام - من طريق ابن عباس[س/9]، قال: "من حج مكة ماشيا إلى أن يرجع، كتب الله له بكل خطوة، سبعمائة حسنة من حسنات الحرم"(1)، وقيل في تفسير قول الله - عزوجل -: { لأقعدن لهم صراطك المستقيم } (2)، إنه عند بعضهم طريق مكة، يقعد عليها؛ ليصد الناس عنها (3)، وعن النبي - عليه السلام - قال: "ما رئي الشيطان في يوم، هو أصغر، و لا أدحر(4)، ولا أحقر، ولا أغيض(5) منه في يوم عرفة، وما ذلك إلا لما يرى من تنزل الرحمة، وتجاوز الله عن الذنوب العظام، إلا مارئي منه في يوم بدر"(6)، ويقال: ( إن من الذنوب ذنوبا، لا يكفرها إلا الوقوف بعرفة"(7)، وقد أسنده محمد بن جعفر(8)
__________
(1) رواه الطبراني في الأوسط، 3/191، ح رقم 2696، ورواه البيهقي في شعب الإيمان (25) كتاب المناسك، حديث الكعبة والمسجد الحرام، 3/431، ح رقم 3981، ورواه الحاكم في (16)كتاب المناسك، 2/ 648، ح رقم 1692، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقال الذهبي: ليس بصحيح، أخشى أن يكون كذبا، وعيسى: قال أبو حاتم: منكر الحديث، كلهم من طريق ابن عباس.
(2) سورة الأعراف ،الآية 16.
(3) حكي عن عبدالله من طريق أبي عون، انظر الطبري، (جامع البيان) 8/134.
(4) أدحر: الدحر: الدفع بعنف على سبيل الإهانة والإذلال، دفعه وأبعده. ابن منظور (لسان العرب)، 4/298، مادة "دحر".
(5) أغيضه: الغيض: الغضب، وقيل:هو أشد الغضب، وقيل غير ذلك، ابن منظور (لسان العرب)10/،مادة "غيض".158.
(6) رواه مالك في الموطأ، في (20) كتاب الحج، في (81) باب جامع الحج، ح.رقم 245، من طريق طلحة بن كريز مرسلا، ورواه عبد الرزاق في مصنفه في باب فضل الحج، 5/17، رقم.ح 8832، ورواه البيهقي في شعب الإيمان في (25) كتاب المناسك، في باب فضل الوقوف بعرفة، من طريق عبدالله بن كريز.
(7) قال العراقي في(المغني) 1/227: "لم أجد له أصلا".
(8) محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، من علماء الطالبين وأعيانهم وشجعانهم، كان زاهدا، وسيدا مهابا عاقلا، أقام بالكوفة، من شيوخه: أبوه، وهشام بن عروة وغيرهم، من تلاميذه: محمد بن يعقوب، وإبراهيم بن المنذر وغيرهم، بويع بالخلافة لما ظهر الخلاف في عهد المأمون، وحارب دولة بني العباس مرتين، إلا أنه انهزم في حروبه تلك، ثم طلب الأمان من المأمون، فأمنه المأمون، وأبقاه المأمون معه، توفي بجرجان سنة 203ه، ينظر: الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد)2/113 -115، والذهبي، (سير أعلام النبلاء)10/104-105، والزركلي، (الأعلام) 6/69.
Страница 25