لا ذنوب لهم بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ أي ليست التزكية إليكم لأنكم مفترون، والله يزكي من يشاء بالتطهير فبعض الكلام متصل ببعض، قاله النكزاوي مَنْ يَشاءُ جائز فَتِيلًا كاف نَصِيرًا كاف عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ جائز مُبِينًا تامّ سَبِيلًا كاف، ومثله: لعنهم الله للابتداء بالشرط نَصِيرًا كاف، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري نَقِيرًا كاف، النقير: النقرة التي في ظهر النواة والفتيل خيط رقيق في شقّ النواة، والقطمير القشرة الرقيقة فوق النواة، وهذه الثلاثة في القرآن ضرب بها المثل في القلة، والثفروق بالثاء المثلثة والفاء غلافة بين النواة والقمع الذي يكون في رأس التمرة كالغلافة، وهذا لم يذكر في القرآن مِنْ فَضْلِهِ حسن: لتناهي الاستفهام. وقيل ليس بوقف لمكان الفاء عَظِيمًا كاف مَنْ صَدَّ عَنْهُ كاف سَعِيرًا تامّ نارًا كاف: لاستئناف ما بعده لما فيه من معنى الشرط الْعَذابَ كاف للابتداء بإن حَكِيمًا تامّ الْأَنْهارُ ليس بوقف، لأن خالدين حال مما قبله أَبَدًا حسن. وقيل كاف على استئناف ما بعده مُطَهَّرَةٌ كاف ظَلِيلًا تامّ إِلى أَهْلِها حسن: إن كان الخطاب عامّا، لأن قوله: أَنْ تَحْكُمُوا معطوف على أن تؤدوا: أي أن تؤدّوا وأن تحكموا بالعدل إذا حكمتم، فأن تؤدّوا منصوب المحل، إما على إسقاط حرف الجرّ، لأن حذفه يطرد مع أن، وليس بوقف إن كان الخطاب ولاة المسلمين بِالْعَدْلِ كاف، ومثله: يعظكم به بَصِيرًا تامّ مِنْكُمْ كاف:
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أَنْفُسَهُمْ كاف مَنْ يَشاءُ صالح. وقال أبو عمرو: كاف فَتِيلًا حسن عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ صالح مُبِينًا تامّ سَبِيلًا حسن، وكذا: لعنهم الله نَصِيرًا صالح، وكذا: نقيرا مِنْ فَضْلِهِ مفهوم عَظِيمًا كاف، وكذا: من صدّ عنه سَعِيرًا تامّ. وقال أبو عمرو: كاف نارًا صالح لِيَذُوقُوا الْعَذابَ كاف حَكِيمًا تامّ أَبَدًا صالح مُطَهَّرَةٌ جائز ظَلِيلًا تامّ أَنْ تَحْكُمُوا