أى فعاد إليه الوحي بعد ذلك، وقوي، وتتابع أي وتكاثر وتوالى نزوله، تقول العرب حميت النار والشمس، أي اشتدت وقويت حرارتها، ومنه قولهم: " سمي الوطيس ".
ويستفاد منه ما يأتي:
أولًا: انقطاع الوحي عن النبي ﷺ فترة من الزمن، وفي مرسل الشعبي أن فترة الوحي كانت مدة عامين ونصفًا، ولا يثبت. وقال الحافظ ابن حجر في " الفتح ": ويعارضه ما جاء عن ابن عباس أن مدة الفترة كانت أيامًا.
ليزول عنه الخوف الذي أصابه في غار حراء عند نزول جبريل عليه لأول مرة، ليطمئن قلبه، ويشتاق إلى الرحمن، ويحن إلى عودته إليه.
ثانيًا: أن نبينا ﷺ أرسل بالمدثر، أي بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ) حيث أمره الله تعالى بتبليغ ما أوحى إليه فأصبح منذ نزول هذه الآية رسولًا إلى الناس كافةً كما نبىء باقرأ، عندما نزل عليه في حراء قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ).
ثالثًا: مشروعية الطهارة من النجاسة في قوله تعالى (وثيابك فطهر)
ولذلك قال الفقهاء: الطهارة من النجاسة شرط في صحه الصلاة، مستدلين
بهذه الآية الكريمة.
رابعًا: استدل أبو حنيفة بقوله تعالى: (وربك فكبر) على أنه يكفي للدخول في الصلاة مطلق الذكر المشعر بالتعظيم، دون التقيد بلفظ معين لكنّ الأحاديث الصحيحة دلت على أن الصيغة المشروعة في تكبيرة الإِحرام هي لفظ (الله أكبر) لأنّه لم يثبت عن النبي ﷺ أي صيغة أخرى غيرها.
والمطابقة: في قوله " وهو يحدث عن فترة الوحي " حيث دل ذلك على