162

Манар аль-Кари. Комментарий к сокращенному Сахих аль-Бухари

منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري

Издатель

مكتبة دار البيان،دمشق - الجمهورية العربية السورية،مكتبة المؤيد

Место издания

الطائف - المملكة العربية السعودية

Жанры

٤٠ - " بَابُ مَا يُذْكَرُ في الْمُنَاوَلَةِ وَكتَابِ أهْلِ الْعِلْمِ بالْعِلْمِ إِلَى الْبُلْدَانِ "
٥٠ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄:
أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ بَعَثَ بِكِتَابِهِ رَجُلًا وَأمَرَهُ أنْ يَدْفَعَهُ إلى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إلى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأهُ مَزَّقَهُ، فَحَسِبْتُ
ــ
وهو من أقوى أدلة المالكية على طهارتها. والمطابقة: في كون السائل إنما أخذ من النبي ﷺ أركان الإِسلام عن طريق عرضها عليه.
٤٠ - باب ما يذكر في المناولة (١)، وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان
٥٠ - الحديث: أخرجه البخاري.
معنى الحديث: يحدثنا ابن عباس ﵄ " أن رسول الله ﷺ بعث بكتابه رجلًا، وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين " أي أن النبي ﷺ أرسل مع رجل من الصحابة وهو عبد الله بن حذافة كتابًا إلى كسرى ملك الفرس يدعوه فيه إلى الإِسلام، وأمره أن يسلِّم هذا الكتاب إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين ليوصله إلى كسرى " فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى " أي فأوْصله أمير البحرين إلى كسرى ملك الفرس، وهو أبرويز بن هرمز ابن أنوشروان " فلما قرأه مزَّقه " أي فلما قرأ " أبرويز " كتاب رسول الله ﷺ ثارت ثائرته وتهدد وتوعد، وقطَّعه " فدعا عليهم رسول الله ﷺ أن يمزَّقوا كل ممزَّق " أي فدعا ﷺ على الفرس أن يمزِّق الله شملهم، ويقضي على دولتهم، ويزيل سلطانهم، فاستجاب الله دعاء نبيه ﷺ، فسلط على

(١) وهو أن يعطى الشيخ الكتاب للطالب، ويقول له: هذا سماعي من فلان، وقد أجزت لك أن ترويه عني.

1 / 163