203

Достоинства и пороки

المناقب والمثالب

Жанры

وكان هارون وصي موسى عليه السلام في قومه وخليفته عليهم.

ولما أنزل الله عز وجل: أفمن كان على بينة من ربه يعني رسول الله صلى الله عليه وآله ويتلوه شاهد منه (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «علي مني وأنا منه» (2).

فدل بذلك من قوله على أنه الشاهد على الأمة بعده.

ولما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله الهجرة، وذلك لما أتاه جبرئيل وأخبره أن قريشا قد تعاقدوا عليه ليأتوه ليلا في منزله فيقتلوه وأخبره بالليلة التي تواعدوا لها، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الغار وأمر عليا عليه السلام أن يضطجع في مضجعه ليرى أنه لم يزل، وكانت محنة امتحن الله ورسوله بها عليا صلوات الله عليه، فصبر لها موطنا نفسه على القتل، فنام على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله واستخلفه على قضاء ديونه ودفع أمانات كانت للناس في يديه وأمورا أمره بإحكامها واللحوق به بعد ذلك، فامتثل ذلك من أمره ولحق به وكان [أيام] مقامه في الغار يختلف إليه بالطعام ويأتيه بالأخبار، واشترى له ما احتاج إليه في سفره وأتى به (3).

وبنى الناس بيوتا حول مسجده صلى الله عليه وآله وفتحوا أبوابها إليه، فأمره الله عز وجل بسد الأبواب على من بناها، فسدوها كلها وترك باب علي عليه السلام معه وحده، وتكلم في ذلك بعض أهل بيته.

فقال: «والله ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي بل الله فعل ذلك» (4).

Страница 208