بأمر رسول الله أول خافق
عليه لواء لم يكن لاح من قبل
لواء لديه النصر من ذي كرامة
إله عزيز فعله أفضل الفعل
عشية ساروا حاشدين وكلنا
مراجله من غيظ أصحابه تغلي
فلما تراءينا أناخوا فعقلوا
مطايا وعقلنا مدى غرض النبل
فقلنا لهم حبل الإله نصيرنا
وما لكم إلا الضلالة من حبل
فثار أبو جهل هنالك باغيا
فخاب ورد الله كيد أبي جهل
وما نحن إلا في ثلاثين راكبا
وهم مائتان بعد واحدة فضل
فيا للؤي لا تطيعوا غواتكم
وفيئوا إلى الإسلام والمنهج السهل
فإني أخاف أن يصب عليكم
عذاب فيأتي بالندامة والثكل (1)
[معركة بدر الكبرى]
ثم خرج أبو سفيان وعمرو بن العاص في جماعة من قريش إلى الشام في تجارة، واتصل خبر انصرافهم برسول الله صلى الله عليه وآله، فخرج إليهم وخرج معه من المهاجرين والأنصار من خف منهم للخروج، ولا يرون أنهم يلقون كيدا ولا يقابلهم أحد، لأن العير إنما كان فيها نحوا من أربعين رجلا من قريش، فخرج إليهم من المهاجرين والأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا يتعاقبون الجمال معهم فرسان، واتصل الخبر بأبي سفيان فعرج عن الجادة وبعث رسولا إلى مكة يستنفر أهلها، فخرج أكثرهم ولم يبق من أشرافهم والمذكورين منهم أحد لم يخرج إلا أبو لهب فإنه تأخر، وأخرجوا معهم بني هاشم وبني المطلب كرها، وذلك أن أكثرهم كانت له في العير تجارة، فلما أتاهم الصريخ من أبي سفيان: أن محمدا وأصحابه قد قطعوا على أموالكم، نفروا بجماعتهم للحمية التي كانت فيهم، واستفزهم أولئك النفر من بني عبد شمس وبني أمية، فاختلفوا في زهاء ألف رجل بين راجل وراكب
Страница 145