
الله - ؟ فقصصت عليه قصتى [41 - ب] وحالي ، فسمع ذلك مني ، وقام يصلي، ومطرت السماء مطرا كثيرا ، فاغتممت وقلت : كيف جئت إلى هذا الموضع ، ومنزلي «سوق يحيى» وقد جاء هذا المطر . وكيف أرجع إلى منزلى؟. واشتغل قلبى بذلك ، فبينا نحن كذلك ، إذ سمعت صوت حافر دابة . فقلت : في مثل هذا الوقت حافر دابة ؟ فإذا هو يريد المسجد ، فنزل ودخل المسجد ، وسلم ، وجلس فسلم معروفا(1) كيسا ، وقال معروف : من انت - رحمك الله - ؟ فقال له الرجل : أنا رسول فلان، وهو يقرأ عليك السلام، ويقول لك : كنت نائما على وطاء ، وفوقي دثار ، فانتبهت على صورة نعمة الله علي، فشكرت الله، ووجهت إليك بهذا الكيس، تدفعه إلى مستحقه ، فقال له : ادفعه إلى هذا الرجل الهاشمي ، فقال له : إنه خمسمائة دينار، فقال له : أعطه ، فكذلك طلبت (2) له . فدفعها إلى ، فشددتها في وسطي ، وخضت الوحل والطين في الليل حتى صرت إلى منزلي ، وجئت إلى البقال، فقلت له : افتح لي بابك ، ففتح . فقلت : هذه خمسمائة دينار قد رزقنى الله ، فخذ مالك على ، وخذ ثمن ما أريد ، فقال لي : دعها معك إلى غد وخذ [42 - ب ] ما تريد. فأخذ مفاتيحه، وصار إلى دكانه ، ودفع إلي عسلا وسكرا وشيرجا وأرزا وشحما وما نحتاج إليه . وقال لي : خذ ، فقلت : لا أطيق حمله، فقال لى : أنا أحمل معك، فحمل بعضه، وحملت أنا بعضه ، وجئت إلى منزلى ، والباب مفتوح ، ولم يكن منها نهوض لغلقه ، وقد كادت تتلف - يعني زوجته - فوبختني على تركي إياها على مثل صورتها ، فقلت لها : هذا عسل وسكر وشيرج ، وجميع ما تحتاجين إليه . فسرى عنها بعض ما كانت تجده ، ولم أعلمها بالدنانير خوفا أن تتلف فرحا ، فلما أصبحت ، اريتها (3) الدنانير ، وشرحت لها القصة ، فاشتريت بها عقارا نحن نستغله
Страница 155