والذي غير فيها بعدهما ميزابها غير مرة، وبابها غير مرة، كما سيأتي بيانه، وبعض أساطينها، وما دعت الضرورة إلى عمارته في جدرها وسقفها ودرجتها التي يصعد منها إلى سطحها، وعتبتها ورخامها، [وهو] مما حدث من الوليد ابن عبد الملك بن مروان في الكعبة بعد ابن الزبير رضي الله عنهما والحجاج.
ثم ذكر أن من تلك العمارات التي حدثت، ترميما في جدر الميزاب الذي بناه الحجاج، وإصلاح ما في سقف الكعبة، فقد قال الأزرقي: وكانت أرض سطح الكعبة بالفسيفساء، أي وهو ألوان من الخرز يركب في حيطان البيوت من داخل، كما في ((القاموس))، ثم كانت تكف عليهم إذا جاء المطر، فقلعته الحجبة بعد سنة مائتين، وسدوه بالمرمر المطبوخ والجص، شيد به تشييدا.
وذكر -أيضا- أن عتبة باب الكعبة السفلي كانت قطعتين من خشب الساج قد رثتا وتخربتا من طول الزمان عليهما، فأخرجهما مندوب الخليفة المتوكل العباسي للعمارة، سنة إحدى وأربعين ومائتين، وجعل مكانها قطعة من خشب الساج، وألبسها صفائح الفضة، وأصلح -أيضا- رخامتين أو ثلاثا في جدار الكعبة.
ومن ذلك -أيضا- عمارة سقف الكعبة والدرجة التي بباطنها، وكلاهما في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
Страница 60