وقال صاحب ((الفروع)) من أئمة متأخريهم: ((ويتجه جواز بنائها على قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لولا العارض في زمنه لفعله، كما ورد مصرحا به في خبر عائشة رضي الله عنها.
قال الإمام ابن هبيرة: فيه أنه يدل على جواز تأخير الصواب لأجل قالة الناس، وقد رأى مالك والشافعي رضي الله عنهما أن تركه أولى؛ لئلا يصير البيت ملعبة للملوك)). اه.
وإذا تأملت كلام صاحب ((الفنون))، وجدته موافقا لما قدمته من إصلاح ما وقع في الكعبة مما يحتاج لإصلاحه وترميم ما تشعث منها مما يحتاج لترميمه، وأن فعل ذلك لا يتوقف على سقوط ما وهى منها؛ لأنه احتج على ما قاله بما وقع في الأعصار من فعل نظائر ذلك في الكعبة من غير نكير، والذي وقع منهم من الإصلاحات فيها إنما كان لمجرد ظنهم خلله فبادروا لإصلاحه.
Страница 58