374

البحث السادس

في وجوب العصمة

** مقدمة :

العصمة لطف يفعله الله تعالى بالمكلف لا يكون مع ذلك داع الى ترك الطاعة وارتكاب المعصية مع قدرته على ذلك.

والأوائل قالوا : إنها ملكة متمكنة في النفس لا يصدر عن صاحبها معها المعاصي ، وقال آخرون : إن المعصوم هو الذي لا يمكنه الإتيان بالمعاصي وهؤلاء منهم من قال : إن عدم المكنة لاختصاص بدنه او نفسه بخاصية تقتضي امتناع المعاصي منه ، ومنهم من ساوى بينه وبين أشخاص الإنسان في الخواص البدنية والنفسانية ، وفسروا العصمة بالقدرة على الطاعة أو عدم القدرة على المعصية ، وهو قول ابي الحسن الأشعري (1).

وقال آخرون : إن المعصوم متمكن من الفعلين واختص بلطف الله تعالى كما قلناه نحن أولا ، وأبطلوا قول من سلب القدرة عن المعصية بأنه حينئذ لا مدح له في عصمته ، ولأنه يبطل التكليف في حقة ، فلا ثواب له ولا عقاب ، واللوازم كلها فاسدة ، ولقوله تعالى : ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي ) (2).

وسبب العصمة عند هؤلاء الأربعة أمور :

** الأول :

** الثاني :

Страница 424