قالت: والشرط وفاتي.
قال: أسأل الله أن يتوفاني قبلك.
قالت: إذن ترفض التماسي، ولا تقبل ابنتي عندك.
قال: محلها عندك لا عندي.
قالت: عندي تعيش في التعاسة وبالشقاء تموت.
قال: ما قدر الله كان، وما لم يقدر لم يكن، ولم يسمع البتة في الغابرين أن الحزن أمات صاحبه.
قالت: قد تكون ابنتي على خطر رائع وريب هائل إن أقامت في بيت زوجي وعذاب يهون دونه الموت الزؤام.
وهنا خرت كريمة على الأرض راكعة، وانسكب الدمع من عينيها، وقالت مستعطفة: أحلفك يا أخي بالمرحوم والدي والمرحومة والدتي، وأقسم عليك بالديانة والشرف وبأولادك الأعزاء وبابنتك أن تسمع مقالي، فالمقام جليل، أسأل الله أن لا تقف فيه وقفتي هذه، فتلتمس ما أنا ملتمسة منك الآن.
فانحنى غانم قليلا لينهض شقيقته من ركعتها وقال: اعلمي أننا في فندق عمومي لا في ملعب تياترو وتشخيص روايات.
فنهضت كريمة بانكسار وتألم عناء شديد، وفي عينيها الجمود، تنظر إلى أخيها نظرة الغائب عن رشده أو كالأبله المعتوه.
Неизвестная страница