ولكن مس ألن لم تجبها، بل جعلت تنظر إلى تلك المرأة محدقة ثم تاهت في مهامه التفكير كأنها تريد إزالة النقاب عن تذكار بعيد.
وعادت اللادي فقالت للمرأة: إنك ستجدين من الهناء حين تضمينه إلى صدرك ما ينسيك ما لقيته من الشقاء أيام فراقه.
فلم تجبها المرأة، بل سالت دموعها، ثم جعلت تشهق بالبكاء.
وعند ذلك ضج الناس وعلت أصواتهم قائلين: هو ذا الموكب.
فوقف النسوة الثلاث في المركبة ومر بهن الموكب؛ فمر في طليعته على قيد عشرين خطوة منه فارس يحمل راية جعلها الرصاص شبه منخل واسودت من الدخان.
ثم ظهر الكولونيل روجر؛ فسار أمام الجيش وهو يبتسم وقد جرد حسامه وجعل يحيي الناس فيهتفون له هتافا يخرج من أفواههم كهزيم الرعود؛ فإن هذا القائد الجميل الذي قاد جيشا برمته لم يتجاوز عشرين عاما.
فلما رأته تلك المرأة المجهولة صاحت قائلة: يا لله ما أجملك.
ثم سقطت مغمى عليها في المركبة.
وعند ذلك أسرع رجل فاختطف المرأة من المركبة وسار بها وهو يقول: لقد فضحت أمرك، فما هذا الذي فعلته؟
أما مس ألن فإنها رأت ذلك الرجل فاتسعت حدقتاها من الانذهال وقالت: إنه هو بعينه، وكنت أحسبه من الأموات.
Неизвестная страница