قال: نعم. فقد بعته حين اعتزلت مهنتي. - لمن بعته؟ - لرجل يدعى سيمون، وهو يروض الوحوش.
فقالت مس ألن: وكيف اتفق وجود هذا الوحش هنا؟
قال: لا أعلم. - وأنت كيف اتفق وجودك هنا؟ - إني هنا بأمر الرئيس. - من هو هذا الرئيس؟ - هو الذي أسفك في سبيل خدمته كل دمي. - ماذا يدعى؟
فمد يده مشيرا إلى جهة الغابة وقال: هذا هو، فالتفت المركيز وصاح صيحة دهش. أما الفتاة فإنها كادت أن تسقط عن جوادها حين رأته.
وقد أقبل هذا الذي يدعونه بالرئيس، فقال للذي أنقذ المركيز: لقد أحسنت يا شمشون؛ فإنك أصدق المخلصين.
كان هذا الرجل جان دي فرانس الذي كان يعرفه أهل لندرا باسم الناباب عثمان.
وقد انحنى المركيز أمامه مسلما وقال: إني نجوت من الموت بأعجوبة، ويظهر أنك كنت سبب نجاتي.
قال: هو ذاك.
فحاول المركيز أن يشكره ولكنه قاطعه بإشارة وقال له: انظر إلى هذه القمة، فإن صاحب الدب كان مختبئا فيها لينتظر قدومك، فلما رآك أطلق عليك الوحش، ولكنه كان يوجد رجل مختبئا وراءه فأغمد خنجره بين كتفيه، وأسرع في أثر الدب وغدارته في يده، فلو لم يعرف صوت صاحبه القديم لأطلق عليه النار وقتله. أفهمت الآن؟
قال: كلا. فلم أفهم السبب الذي حمل هذا الرجل على أن يطلق وحشه علي. - إنه لم يكن غير آلة في يد سواه. - ألي أعداء يريدون قتلي؟ - إن من كان له صباك ونبلك وثروتك لا يخلو من أعداء، ورجائي أن تأذن لي بأن لا أصرح بأكثر من هذا. - ولكن أرجو أن تقول لي على الأقل من الذي كان مختبئا وراء مروض الوحوش وقتله. - هو أنا. - أنت؟ - نعم. والآن أرجوك يا سيدي أن تأذن لي بالانصراف، فإني أرى رفاقك قادمين وقد تأخروا عن إنقاذك، ولكنهم سيعطونك جوادا تعود عليه، فأستودعك الله.
Неизвестная страница