قال: نعم. فإن أختي لا تكتم عني شيئا من أمورها؛ فإن الذي خدعها يدعى اللورد إسبرتهون، وهو الآن حاكم الهند. - إذن. فاعلم أن هذا الغلام الميت الذي تراه الآن كان يدعى في صباح هذا اليوم المركيز روجر دي إسبرتهون. أتعلم ماذا يدعى الآن؟ إنه يجب أن يدعى أميري ابن سينتيا المتوفى بلسع أفعى. - لله مما أسمعه! أتريد أن تستبدل ابن اللورد بابن أختي؟ - هو ذاك واللورد أبو الولدين. - ولكن أختي قد تموت من حزنها. - كلا. فإن عزاءها على فراقه أنها ستغدو أم لورد. - إنك تغويني. - بل إني أريد أن أحقق أمانيك، وأجعل ابن أختك من عظماء الأرض. فوثب جان من سريره وقال: ليكن ما تريد، وليعاقبني الله إذا كنت أسيء بما أفعل، فأعطني هذه الجثة، وانتظرني خارج المضارب، فلا يستطيع أحد سواي الدخول إلى خيمة أختي حيث ينام طفلها.
فدفع إليه الجثة، وخرج وهو يقول: لقد كنت أعلم يقينا أن جان دي فرانس سيكون معنا، وعلى ذلك فإن موت ابن اللورد سيكون مكتوما لا يعلم به إلا أنا واللورد وجان. •••
بزغت الشمس، وصحت سينتيا من رقادها وهي تبتسم؛ فقد كانت حلمت أن ابنها بات له مستقبل زاهر وطال حلمها كل ليلها، فلما فتحت عينيها وجدت أخاها جالسا عند فراشها وهو يبتسم فقالت له: لقد حلمت حلما سعيدا يا أخي.
قال: ماذا حلمت يا أختي العزيزة؟
قالت: حلمت أن ولدي أميري قد اشتد وقوي وصار رجلا يشبه بجماله الآلهة. - سيصح حلمك يا سينتيا. - ولكن العجيب أنه لم يكن يلبس كما يلبس رجال قبيلتنا، بل كان يلبس ملابس مذهبة وهو يتقلد حساما مثل النبلاء، ويلقبونه بصاحب السعادة.
ثم نهضت من فراشها، وذهبت إلى مهد ولدها، فلم تكد تراه حتى تراجعت منذعرة وصاحت صيحة هائلة فقالت: رباه! إن ولدي مات.
وكان جان يتوقع ما حدث، فأسرع إلى جثة ابن اللورد فحملها وقال لأخته: انظري إليه جيدا، فما هو ولدك.
ثم كشف عن ذراع الطفل وقال لها: إنك تعلمين أن ولدك كان موشوما بعلامة طائفتنا، فهل تجدين أثرا لهذا الوشم؟
ولكن الأم لا تحتاج إلى مثل هذه العلامات لمعرفة ولدها فقد عرفته حين تمعنت في وجهه وقالت: نعم. إنه ليس ولدي، ولكن أين ولدي؟
قال: إن ابنك نائم الآن في مهد من الحرير والعبيد يروحون حوله بالمراوح كي لا يزعجه الحر. - ماذا تعني؟ - أعني أن ابن اللورد الحاكم مات فحل ابنك محله، وهو الآن يدعى المركيز روجر دي إسبرتهون.
Неизвестная страница