قال: إن من كان له بسالتك فلا يخلق به أن يعيش عيش المتشردين، فهل تريد أن تكون في خدمتي فأضمن لك مستقبلك؟
فنظر إليه جان نظرة إنكار وقال: أرى أنك لم تحسن تقدير خدمتي أيها اللورد؛ فإني من النبلاء، وإن نسبي يتصل بالكونت دي غرانفيل، فلا أخدم أحدا.
فاصفر وجه اللورد وأخرج كيسه من جيبه وناوله إياه، فأبى جان أن يمد يده إليه وقال: ليبق كيسك في جيبك، فما أنا من طلاب الصدقة.
ثم أدار له ظهره، فخرج من الدائرة وتوارى بين الأدغال.
فقال اللورد مغضبا: لقد تجاسر هذا الوقح على رفض مكافأتي.
فقال له السير روبرت بلهجة المتهكم: ولكنه أنقذ حياتك يا مولاي، فواحدة بواحدة.
فعض اللورد شفته وقال لرفاقه: هلموا بنا أيها الأسياد؛ فإننا لا نزال بعيدين عن مركز الصيد.
فهمس السير روبرت بأذن الطبيب قائلا: أما أنا فسأرجع إلى كلكوتا حين نصل إلى أول عطفة ، فإني أريد أن أصطاد الرجل قبل أن أصطاد النمر.
قال: إذن اركب جوادي، فسأركب أنا أحد هذه الأفيال. •••
كانت أخت جان دي فرانس تلقب بملكة النور وكان جان - على حداثة سنه - مطلق النفوذ على الطائفة، ليس لأنه أخو الملكة، بل لأنه كان أشد رجال الطائفة ذكاء وأبعدهم همة وأحذقهم فكرا وأرقاهم نفسا، فكانوا يحبونه ويحترمونه، ولا يخالفون له أمرا كأنما أعطي حقيقة سلطان الملوك.
Неизвестная страница