Некоронованный король

Емма Оркузи d. 1450 AH
61

Некоронованный король

ملك غير متوج

Жанры

ثم ألقى سيرل برأسه إلى الخلف وضحك قائلا: ولكن ألا تخبرني هل يعلم جلالة ملك فرنسا - أعني الملك الحقيقي - شيئا عن هذه القصة التي لا نزال نقوم بأدوارها! - لم يعلم حتى الآن، ولكنه سيعلم بها حالا. - هل ستخبره أنت بها؟ - سوف تخبره أمه. - إذن فسيفسد عليكم ما رتبتموه. - لن يتمكن من هذا، فإن أمه وأمك تمنعه. - تقصد أن تقول لي إن أمي ترغب في هذا، ترغب في أن أحمل أنا - ذلك الذي تكرهه - حقوق ولدها الذي تعبده؟! إنك تمزح، أليس كذلك؟! - لم أكن جادا في حياتي أكثر مني الآن، إن والدتك قد تناست مشاعرها في سبيل الغرض الذي ترمي إليه.

وصمت فريزن لحظة، ثم استأنف في إلحاح: برتراند، يجب أن تفعل هذا من أجلي! - من أجلك؟! وماذا تجنيه أنت من وراء هذه اللعبة القاسية؟! ثم لا تنس أنني ما كنت لأبدأ بالقيام بها لولا أنني كنت عاطفيا أبله. - ولا بد أن تكون صديقا لي أيضا، والآن. - والآن، فإني أقف أمامك وأمام نفسي موقف الكذاب المخادع، ولو تعلم كم أقاسي من جراء هذه الفكرة! - هذه سفسطة عاطفية - إذا سمحت بهذا التعبير - إذ لا ينبغي لك أن تفكر في وجهة نظرك أنت الخاصة، بل فكر أيضا في تلك المرأة التي تحبها وتحبك، في سعادتها وسعادتك، فكر في أمك وهي مهما كانت قد أساءت إليك في الماضي فإنها أمك على كل حال، وأخيرا فكر في أخيك، وفي أنا، فكر في هؤلاء جميعا لا في نفسك وحدها.

وسكت فريزن ليترك كلماته تفعل فعلها، ولكنه لم يكن ليقف على شيء مما كان يجري في ذهن سيرل وقد جلس هذا سابحا في أفكاره. ودقت الساعة العاشرة، فرفع فريزن بصره إليها وقد تتبع بعينيه حركة البندول وهو ينتقل بخفة مع كل دقة، وقد خيل إليه أن كل واحدة منها تقول على التتابع: نعم، لا! نفس الحالة التي كانت تشغل ذهنه.

والتفت فجأة إلى صديقه فرأى سيرل ينظر إليه في ابتسام، وإذا به يهز كتفيه ثم يقول ببساطة: هل لك في كأس آخر أيها الرجل العجوز؟

وكان من الصعب بعد هذا أن يصل فريزن إلى إدراك ما يجول بذهن سيرل؛ فقد حول هذا الحديث إلى اتجاهات شتى في الموسيقى والسياسة وغيرها، وملأ لفريزن كأسا أخرى، وقد حاول هذا أن يعيده إلى النقطة التي تهمه، ولكن محاولاته ذهبت عبثا. وأخيرا تأمل فريزن يد سيرل المصابة ثم قال له: لقد كنت أعلم أنك لا بد ستدفع ثمنا لهذه اللعبة، ولكني ما كنت أتصور أنك ستدفعه على هذا الوجه المروع، إنك يا برتراند إنجليزي أكثر مما تتصور في نفسك.

ولم يعلق سيرل على هذا بشيء، غير أنه تأمل في يده قليلا وعلى فمه تلك الابتسامة العجيبة، وأخيرا شد حبل الجرس فحضر رئيس الخدم، وودع سيرل صديقه، حيث شيعه رئيس الخدم إلى الباب الخارجي.

الفصل الخامس عشر

في وقت مبكر من صباح اليوم التالي، كان يقف أمام فلا ماري تريزا التي يقطنها البارون كريستوف شبح طويل القامة ينظر إلى بناء الفلا ويتطلع إلى نوافذها، وكان هذا سيرل برتراند وقد أقض السهاد مضجعه في الليلة السابقة، فلم يستطع النوم إلا غرارا، ثم بكر بالخروج من فلا إليزابث حيث وقف أمام منزل فيرونيك، لقد كاد الفكر يحطم رأسه، إذ كان عليه أن يختار بين الحب - الحب الحقيقي - وبين الكرامة، ونظر إلى تلك الحياة فرأى فيها حياة المرح والأبهة والحب والسعادة لا له وحده ولكن لتلك المرأة الطفلة التي سوف تلقى السعادة بين ذراعيه، ثم رأى فيها من ناحية أخرى حياة الخبث والمكر والخديعة وإهدار الكرامة، وتجسم لناظره شبح هذه الحياة وظل مرتسما أمام مخيلته، وقد عزم على أن يحل هذا المشكل بنفسه وبغير مساعدة من أحد.

ولقد بدأ يومه بالخروج مبكرا والطواف بمنزل فيرونيك، وقد سمى نفسه لهذا بالعاشق المجنون، والراجح أنه كان كذلك أو على الأقل فإن ظواهر الأمور كانت تقطع بهذا، إذ كانت غاية ما يرغب فيه هي أن يلقي نظرة أخيرة على تلك المرأة الطفلة، تلك التي أحبها بقوة وحنان، قبل أن يتركها ويلقي بنفسه وحده في غمار الحياة.

وترقب سيرل النوافذ حتى فتحت جميعها، ولكن ذلك الوجه الجميل الذي كان يرجو رؤيته لم يطل من إحداها، وأخيرا سار في سبيله ووجهته فلا أجلانتين، ذلك الفندق الذي نزل فيه أول ما وفد على بادن بادن، وأتى إلى الباب الخارجي حيث كان قد شاهد جلالة ملك فرنسا بين ذراعيه سان أماند، وفجأة امتلأت نفسه بذلك الغضب وتلك الكراهية التي أحسها نحو أخيه في ذلك الحين، فقد شاهد أخاه يسير متأبطا ذراع سان أماند وقد اتجها للسير في طريق التل ميممين شطر فلا إليزابث، وقد بان المرح عليهما كليهما، فكانا يتحدثان ويضحكان، وكانا يتوقفان في بعض الأحيان ليتعانقا أو ليتبادلا القبل، وتبعهما سيرل عن بعد. وأخيرا توقف الاثنان وودعا بعضهما وداعا حارا، اتجه بعده لويس في طريق فلا إليزابث، واستمرت ألين في سبيلها، وتبع سيرل خطوات لويس، ودقت ساعة الكنيسة التاسعة، لقد كان الوقت متأخرا ولا غرو إذا كان سيرل قد أحس بالبرد والتعب. ووصل سيرل إلى باب فلا إليزابث، وكان لويس قد سبقه في الدخول إليها، وكانت أبواب الفلا مفتوحة والبستاني يكنس مماشي الحديقة. وتقدم سيرل فولج إلى الحديقة ونظر نحو الباب الداخلي وكان لا يزال مفتوحا، فلم يجد رئيس الخدم الذي كان يقف أمامه عادة وأنفه في السماء ويديه خلف ظهره. وأدرك سيرل أنه لا بد وقد ذهب ليقدم جلالته للسيدة البرنسيس، وارتاح سيرل لهذا، إلا أنه كان لا يزال يخشى أن يراه أحد الخدم الآخرين في الداخل، وربما كان قد رأى لويس نفسه.

Неизвестная страница