أؤمل أن أراك غدا. ومهما كانت الظروف فإنه يمكنك أن تعتمد على حب أمك وفهمها لحالتك.
وكان تعليق فريزن: في غاية الكمال.
وعنونت السيدة الغلاف: إلى «جلالة ملك فرنسا»، ودقت الجرس ثم أعطت الخطاب إلى رئيس الخدم، وأمرته قائلة: خذ هذا الخطاب، واذهب به بنفسك إلى فلا أجلانتين وسلمه ليد جلالته، لا لأحد غيره.
وما إن ذهب الرجل حتى تنهدت بعمق لتفرج عن نفسها، ثم غاصت في كرسي ذي مسندين، ورأى فريزن أن يخرج، ورفع بصره إلى الساعة المعلقة على الحائط وكانت تشير إلى السادسة، فقال: سوف يعود سيرل بعد قليل، وسأعود إليه لأراه، أتسمحين لي أن أراه منفردا؟
فأجابت السيدة في برود: أوه، طبعا، فلست أحب أن أراه أكثر مما أحتاج.
وقام فريزن مستأذنا في الخروج فمدت إليه السيدة يدها، وما إن هم بتقبيلها حتى أوقفته، ثم قالت في رزانة وتؤدة: تذكر شيئا يا صديقي عندما تتحدث مع سيرل أو مع لويس أن عندي أوراق تحقيق شخصية ولدي كليهما، شهادتي ميلادهما ثم تعميدهما، وليس أسهل علي من تبديلهما، ولذا فلا يخش سيرل شيئا، هل فهمت؟ أعني في حالة ما إذا لم يستمع لويس لصوت العقل في مدى أربع وعشرين ساعة، فإنه سوف يصبح رسميا ابن زوجي الإنجليزي، والآن هل رأيت كيف يمكن التفاهم مع تلك الفاجرة سان أماند، وكيف أنها ستكون على استعداد لطرح جلالته ظهريا عندما تدرك هذا الموقف! ولاحظ أن الأوراق ستكون قانونية، وستبين أن الرجل الذي أجهدت نفسها لإغوائه لم يكن سوى ولدي الأكبر سيرل برتراند، وأن سيرل ما هو إلا ابن لويس السابع عشر ملك فرنسا، والله يعلم كم سأكرهه من أجل هذا، ولكني سوف أعمل هذه التضحية من أجل أسرة البوربون، هل فهمت يا فريزن؟
ولم يستطع فريزن إلا أن يبتسم لنفسه متأملا فيما إذا كانت حقيقة تظن أنه يعتقد أنها لا تعمل من أجلها هي أيضا. وعلى كل حال فإنه لم يقل أكثر من ترديد ما قالته، مؤكدا: نعم، من أجل الأسرة.
وأخيرا استأذن في الخروج، وقد شعر كأنما هو متآمر قد استأذن في ترك شركائه، وإن كان قد عول على أن يسير معها إلى النهاية في تنفيذ خطتها حيث كانت تتفق ورغباته في هذا الموضوع.
ولقد زال من نفسه كل شك في قبول سيرل الاستمرار في دوره، بعدما أدرك ما يمكنه أن يطمئنه به. على أنه رغم هذا لم ينس أن اللعبة في الحقيقة قد أصبحت أكثر خطورة من قبل، إذ تشابكت الظروف بشكل يجعل أي تعقيد فيها باعثا على انكشاف الأمر، ولئن حدث هذا فإن الفضيحة التي تحدث تكون بمثابة ضربة قاضية لموضوع أسرة البوربون، كما أنها تكون نهاية مخجلة لمستقبله السياسي، حتى إن السبيل الوحيد الذي يخلصه من العار هو أن يحطم رأسه برصاصة من مسدسه.
الفصل الرابع عشر
Неизвестная страница