عندما كان أبي يهذي كان الأمر في عقله بالتأكيد يشبه ذلك الموقف؛ ينطفئ النور لبرهة وفجأة يتغير الموقف من حوله، دون أي تفسير! العقل الذي يعاني مثل هذه الأمور الغريبة يكون بالتأكيد في حالة طوارئ مستمرة. •••
اتصلت بعد أسابيع قليلة العمة هدفيج، زوجة إميل، وتركت لي رسالة مسجلة، فعاودت الاتصال بها. كان الموضوع يتعلق بكاتارينا، طفلة ابنة عمتي ماريا. عانت كاتارينا، بسبب إصابتها بحمى، من شلل تام لعدة أسابيع لم تقدر فيها إلا على تحريك عينيها. ودونت كاتارينا بعد الشفاء ما مرت به في هذه التجربة مع الكوابيس التي داهمتها لأيام طويلة بسبب الأدوية. تحدثت مع عمتي هدفيج أيضا عن أبي، وأخبرتني عن رحلة قام بها ابن عمي شتيفان معه ، أكد أبي له خلالها أنه عاش حياة سعيدة. تعجبت عمتي لذلك؛ فقليل من الناس من يعترف بشعوره بالسعادة، وكانت دهشتها تزداد كلما تذكرت الصورة التي أخذت لأبي بعد إطلاق سراحه من المعتقل.
فأخبرتها عن استيائي لضياع تلك الصورة وحافظة نقود أبي، ولكنها طمأنتني بقولها: «يا أرنو، لدي نسخة منها، لا أعرف كيف وصلت إلينا، ولكن لدينا نسخة.» «هل أنت متأكدة؟»
وصفت لها الصورة.
فقالت: «نعم، أنا متأكدة. إذا أردت فسأبحث عنها، يمكنك أن تأخذها غدا.»
أخذت منها الصورة واستخرجت نسخة من تلك النسخة، وسمحت لي عمتي بالاحتفاظ بالنسخة الأصلية؛ لأنها كانت واحدة من الأشياء التي تعلق بها قلبي.
قرأت على ظهر الصورة أن إميل قام عام 1995 بعمل هذه النسخة؛ وذلك بعد أن كان هو وأبي قد كبرا في السن. كان هذا في عام 1995، حين بدأت كل هذه المعضلة.
كما تعلم، أنا رجل كبير في السن، وأنت ما زلت شابا.
عندما تكون محقا يا أبي يجب أن أعترف لك بذلك.
لقد كبرت في بعض الجوانب.
Неизвестная страница