Манускрипты театральных пьес Мухаммада Лутфи Джума: полное собрание
مخطوطات مسرحيات محمد لطفي جمعة: الأعمال الكاملة
Жанры
وجدت لطفي جمعة كتب عليها بتاريخ 30 / 10 / 1909، تحت عنوان «قصة عن تأليف هذه القطعة»: «في مساء ذلك اليوم أعلاه كنت على موعد من فتاة فرنسية «أنطونيا شينو» من شوفاي على نهر الصون، ومقيمة في مدينة ليون، فتنزهنا وتعشينا، وعادت معي إلى غرفتي بنمرة 14 شارع رامبارديني، وهي مسترخية مستعدة للغرام، وعند نصف الليل أبيت أن أعاشرها وانقطعت لتأليف هذه القطعة.»
وإذا عاد القارئ إلى كتاب مذكرات لطفي جمعة «تذكار الصبا»، سيجد لهذه القصة وجها آخر! بل سيلاحظ أن الفتاة اسمها «ماري مادلين» وليست «أنطونيا شينو». والتلاعب بالأسماء الأجنبية شيء اعتاد عليه لطفي جمعة في كتاباته!
3
والدليل على ذلك التفاوت في الوصف، بين ما كتبه على الصفحة الأولى من مخطوطة «هرماكيس»، وبين ما سطره بقلمه عن نفس القصة في مذكراته!
قال لطفي جمعة في كتابه «تذكار الصبا»: «... ثم قلت لها اسمعي يا مادلين، مستحيل أن تنامي على هذا المقعد، وإذا سمحت لي فإنني أضطجع بجانبك! قالت: باختيارك أم تورطا؟ فضحكت وقلت: مختارا راجيا بإلحاح. وقامت فأطفأت المصباح ونامت ... ولكنني أنا لم أنم، وأنا الذي تمنيت طول الليل وزوال النوم ووقوف الصبح عن الطلوع، وأنا الذي استمتعت بجوارها وترديد أنفاسها وعبق عطر الأنوثة منها، وأنا الذي سهرت على نومها فلم تأخذني سنة، ولا أمنت الظلام عليها، وعجبت لاطمئنانها واستسلامها وتقلبها، ما أعظم تلك اللذة من كل شيء! أن ترى الفاكهة الناضجة وتشمها وتضمها وتلمسها، ثم تصونها وتكتفي بلونها ورائحتها! ويعز عليك أن تخدش قشرتها بيدك أو أسنانك!»
4
قلب المرأة
مرت سنوات عديدة، لم يقتحم فيها لطفي جمعة التأليف المسرحي، حتى أعاد الكرة مرة أخرى في عام 1915، عندما كتب مسرحيته «قلب المرأة». وإذا كانت المرأة الغربية كانت الدافع وراء كتابته لهرماكيس، فامرأة غربية أخرى كانت أيضا وراء مسرحيته «قلب المرأة»، ولكن شتان بين هذه وتلك!
فالمرأة الأولى كانت عابرة، لم تترك إلا بعض صفحات في مذكراته، أما المرأة الأخرى ... فكانت كل المذكرات، وكل الإبداعات، ولولاها ما أنتج لطفي جمعة معظم أعماله الأدبية والإبداعية، ولولا مساعدتها له ما نجح في أوروبا، ولولا وجودها في حياته ما كان له من وجود أدبي، ولولا شبح هذه المرأة الذي يطل علينا في مجمل إنتاج لطفي جمعة الأدبي ما كان اهتمامنا الآن به ولا بأعماله الأدبية. فهذه المرأة هي الأديبة الروسية «أوجستا دامانسكي فيليبوفنا»، التي قال عنها لطفي جمعة في مذكراته: «أسجل فضل الله علي وأحمده على رزق كريم، وقد صادف مجيء هذا الرزق معرفتي بهذه السيدة؛ لأن هذه السيدة أدت إلي من الفضل والجمائل ما لا يحصى، وتحملت بسببي آلاما كثيرة، واستهانت في سبيلي بما لا يستهان به، وأدخلت إلى عقلي وقلبي وروحي خواطر ومبادئ ومشاعر تركت فيها آثارا لا يمحوها الزمن، ولم يكن إليها من سبيل أو ذريعة غيرها، وقد تفتحت في ظلها كل مواهبي ورغائبي، وتجسدت كل حقائق الحياة في نظري بفعلها وقوتها وإيمانها، وأرشدتني إلى مطالعات ودراسات لم أكن أنالها بدونها، وأعانتني في قراءات وتحصيل علوم، وسهرت علي سهر الشقيقة والزوجة والصديقة والأم الرءوم ... ولكنها حيال هذه النعم كلها أدنتني بفعلة واحدة من الموت المحقق لولا عناية الله ورحمته، فأزهدتني في الحياة أعواما، وأفقدت ثقتي في جنس الإنسان، وأخرجتني من حلم الأديب إلى غيظ المنتقم فكتبت «قلب المرأة» وبالغت في تسويد صحيفتها، وما كان ينبغي لي أن أفعل هذا.»
5
Неизвестная страница