Манускрипты театральных пьес Мухаммада Лутфи Джума: полное собрание
مخطوطات مسرحيات محمد لطفي جمعة: الأعمال الكاملة
Жанры
5
لم تتوفر أية فرصة بعد ذلك لأبناء لطفي جمعة، كي ينفذوا وصية أبيهم، من خلال طبع ونشر مخطوطاته. وعندما آلت تركة هذه المخطوطات إلى الأستاذ رابح، بدأ في تنفيذها بصورة جدية. ففي عام 1975، أصدر كتابا عن والده من خلال مذكراته. وفيه نادى بنشر مسرحيات والده المخطوطة، قائلا: «الأمل معقود على القائمين على النشر وإحياء النهضة المسرحية أن تخرج هذه المسرحيات والتمثيليات إلى النور، فقد كانت إحدى أمنيات لطفي جمعة أن تطبع هذه المسرحيات وأن تمثل.»
6
وظل هذا النداء أكثر من خمس عشرة سنة، دون مجيب! ولم ييأس رابح فأتبع نداءه الأول بنداء ثان - من خلال كتابه الثاني عن أبيه - عام 1991، قائلا فيه: «ترك لطفي جمعة مؤلفات عديدة لا تزال مخطوطة وماثلة للطبع ، تعد ذخائر ثمينة في الدين والأدب والتاريخ والاجتماع والفلسفة والتصوف والسياسة والاقتصاد والقصة والمسرح والترجمة الذاتية ... والأمل معقود في أن تتحرك الهيئة المصرية العامة للكتاب ودور النشر عندنا لطبع هذه المؤلفات المخطوطة المتعددة الجوانب لهذا الرائد من رواد نهضتنا الفكرية والثقافية الحديثة، وتقديمها للجيل الجديد خدمة للفكر والأدب.»
7
وبكل أسف كانت نتيجة النداء الثاني، هي نفس نتيجة النداء الأول؛ لا مجيب! وظلت وصية لطفي جمعة تؤرق الابن رابح ليل نهار، وبدأ تأثير الزمن يظهر عليه ويهدده وينذره ويدفعه إلى تنفيذ الوصية بكل وسيلة ممكنة، قبل فوات الأوان! تزامن هذا الشعور مع ظهور أحمد حسين الطماوي، الذي قرأ وفهم ودرس تراث لطفي جمعة المخطوط، قبل أن تمسسه يد الآخرين. هنا قرر رابح أن ينفذ الوصية بنفسه!
فقد عكف على مخطوطات والده، بالقراءة والإعداد والتصحيح والتنقيح والمراجعة؛ ومن ثم نشرها وطباعتها على نفقته الخاصة، واستطاع في وقت قياسي أن ينشر أغلب تراث والده المخطوط، الذي لم يبق منه سوى القليل. هذا المجهود الخارق لهذا الابن البار، كان له محل تقدير واحترام من قبل أعضاء لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة؛ وذلك من خلال تكليفهم لي بإعداد هذا المجلد عن مخطوطات مسرحيات لطفي جمعة، ليظهر في احتفالية كبرى يقيمها المجلس الأعلى للثقافة يوم 20 / 1 / 2001، تحت عنوان «لطفي جمعة أديبا موسوعيا».
رحم الله محمد لطفي جمعة وأسكنه فسيح جناته، ولتسكن روحه هادئة في قبرها؛ فقد تم تنفيذ الوصية، فإذا كان الله قد خلق رابح لطفي جمعة ليكون مستشارا وأبا وزوجا وإنسانا؛ فهذا كله لا يعادل أن خلقه الله ليكون ابنا بارا حافظا لتراث أبيه، ومنفذا لوصيته!
والله ولي التوفيق.
دكتور
Неизвестная страница