Манускрипты театральных пьес Мухаммада Лутфи Джума: полное собрание
مخطوطات مسرحيات محمد لطفي جمعة: الأعمال الكاملة
Жанры
أما المحاولة الثانية، فكانت في عام 1923، عندما أرسل أمين الريحاني، رسالة إلى لطفي جمعة، نفهم منها أن لطفي جمعة - في هذه الفترة - كان يائسا من طبع مسرحياته، فيقول له أمين الريحاني في رسالته: «وما أحزنني في كتابك أنه في سؤالك بخصوص طبع رواياتك التمثيلية تقول إن المصريين لا يفهمون إلى الآن معنى
فإذا كانت لا تفهم عندكم يا أخي يا لطفي، أتظنها تفهم في أمريكا؟ وهل تفهم في سوريا، أو في العراق؟ لا تيأس يا أخي، إن السياسة اليوم مستولية على العقلية المصرية الاستيلاء المطلق التام، وبعد قليل إن شاء الله تعودون إلى الأدب فتطبع إذ ذاك رواياتك ويكون عليها الإقبال الذي تستحقه إن شاء الله.»
1
لازم هذا اليأس لطفي جمعة لسنوات طويلة، حتى وصل إلى مرحلة الزهد. فقد قال في مذكراته: «إنني منذ سنة 1940 - وهو تاريخ آخر ما نشرت من الكتب - عكفت على الكتابة والاختزان، وكففت عن الطبع والنشر، وجعلت هذه المخطوطات أمانة عند أولادي، وقد أشركت بعضهم في تحضيرها وتدوينها، وقصدت بهذه المخطوطات - وهي أنواع شتى في الفلسفة والتاريخ والأدب والقصص والمسرحيات والمذكرات - إشباع رغبتي ونهمي في التدوين والانتفاع بالقدرة ما دامت، والاعتراف بفضل الله علي بتمكيني من الدرس والتأليف، فهذا نوع من العبادة والتمجيد لله والعرفان.»
2
وبمرور الأيام شعر لطفي جمعة بدنو أجله، وبالتالي عدم تحقيق أمنيته في رؤية مخطوطاته مطبوعة ومنشورة، ومتداولة بين أيدي القراء! فما كان منه إلا أن كتب وصية خاصة بهذه المخطوطات، في شكل خطاب أرسله إلى أحد أصدقائه - وهو محمد خالد صاحب جريدة الدستور - قال فيه: «أشعر بأنك الإنسان الوحيد في هذه الحياة الذي أستطيع أن أكتب إليه هذه الرسالة طالبا منه تنفيذ ما فيها على بساطته وسهولته ... إنني شعرت بأنني مقبل على الانتقال من هذه الدنيا، وعندي مسألتان لهما أهمية في نظري؛ الأولى: كتبي التي جمعتها والمخطوطات التي أنجزتها على مدى سنوات طويلة ... فالكتب المطبوعة؛ فأحب أن تتصرف فيها أنت بشخصك بأن تقدمها هدية إلى أحد المعاهد العامة هبة بلا شرط ولا قيد سوى عدم تفريقها. المخطوطات التي جرت العادة بتسميتها مؤلفات مبالغة، أن تودعها أيضا مكانا عاما كوديعة يتسلمها أولادي عند بلوغهم سن الرشد؛ خشية أن تبعثر أو تباع بالميزان، وقد يكون فيها ما ينفع أحدا من الناس.»
3
وبالفعل مرت السنون، وبلغ بعض الأبناء سن الرشد، وشرعوا في تنفيذ وصية أبيهم، وكانت محاولتهم الأولى في عام 1963، عندما حاولوا نشر المسرحيات المخطوطة. وعن هذه المحاولة يقول رابح لطفي جمعة: «أما المسرحيات المخطوطة؛ فهي أعمال أدبية كاملة كنا قد تقدمنا بها سنة 1963 للجنة إحياء التراث بوزارة الثقافة والإرشاد لطبعها وإخراجها إلى عالم النور، فظلت باللجنة أمدا طويلا ثم استرددناها!»
4
كانت المحاولة الثانية، في عهد الرئيس أنور السادات، و«يحكي الأستاذ رابح أن الرئيس الراحل أنور السادات - رحمه الله - عرض على المرحوم زكريا لطفي جمعة، وكان عضوا بمجلس الشعب آنذاك، أن يوافيه بكتب والده لتطبع على نفقة الدولة، لكنه للأسف ترك هذه الفرصة تضيع.»
Неизвестная страница