Манускрипты пьес Аббаса Хафиза: исследование и тексты
مخطوطات مسرحيات عباس حافظ: دراسة ونصوص
Жанры
لم يكن مجال الترجمة المجال الوحيد في نشاط عباس حافظ المسرحي، بل هناك نشاط آخر هو النقد المسرحي الذي مارسه - ربما - قبل الترجمة المسرحية. وأولى محاولاته النقدية بدأت في مارس 1916، عندما نشر مجموعة من المقالات النقدية بجريدة المنبر، تحت عنوان «الروح العامة في آداب المسرح المصري». في هذه المقالات ظهر عباس حافظ بمظهر الناقد المتمرس، لا الناقد المبتدئ، بل وظهر بمظهر الرائد في مجال نقد لغة المسرح ونصوصها، وبالأخص لغة ترجمة المسرحيات الممثلة.
ففي هذه المقالات، شن عباس حافظ هجوما شرسا على عرض مسرحية «أجاممنون أو الرجاء بعد اليأس» التي عرضتها فرقة الشيخ سلامة حجازي. وتمثل هجومه في امتعاضه من لغة ترجمة الشيخ نجيب الحداد لهذه المسرحية، حيث إنها لغة أصبحت غير مناسبة للعصر وتطوراته، وإن كانت مناسبة للغة العروض المسرحية في القرن التاسع عشر. كما بين في نقده أن الجمهور أصبح تواقا لسماع لغة المثقفين المتعلمين، بعد أن مج سماع لغة التجار العاميين من أهل المسرح، الذين لا هم لهم سوى استلاب نقود الجمهور، بغض النظر عن إكسابهم قيمة المسرح المتمثلة في لغته الراقية. كما بين أيضا أن صراعا بدأ ينشب بين القديم والجديد، وتفضيله لانتصار الجديد وأصحابه ممن يترجمون بلغة عصرية فصيحة، صالحة لمتطلبات العصر.
28
وربما هذا النقد النظري، كان دافعا قويا لعباس حافظ كي يخوض مجال الترجمة المسرحية الملائمة لروح العصر، لتكون ترجماته - فيما بعد - تطبيقا لما نظر له في هذه المقالات.
وفي مارس 1916 أيضا، كتب عباس حافظ في جريدة المنبر مجموعة مقالات نقدية، تحت عنوان «قلب المرأة للكاتب الكبير عباس حافظ»، هاجم فيها كتابات محمد لطفي جمعة، وبالأخص مسرحيته قلب المرأة. ويعاب على أسلوب عباس حافظ النقدي في هذه المقالات، تدني مستوى مفرداته وأوصافه المشينة ، التي وصلت إلى حد وصف لطفي جمعة بأنه «من الحشرات الأدبية التي تمتص أفكار المنتجين»!
وفي هذه المقالات نبش عباس حافظ تاريخ لطفي جمعة الأدبي، متهما إياه بسرقة ترجمة كتاب «كلمات نابليون»، الذي ترجمه إبراهيم رمزي، وأعاد لطفي - فيما بعد - نشره باسم «حكم نابليون». كما اتهمه أيضا بانتحال مقالة منشورة في مجلة أدبية لكاتب مصري مفكر، كانت تدور حول آراء نقد كتاب «سر تطور الأمم» لجوستاف لوبون وترجمة فتحي زغلول. وبعد هذا التشكيك في قدرات لطفي جمعة الأدبية، واتهامه بالسرقة العلمية، فجر عباس حافظ مفاجأته بأن مسرحية قلب المرأة ليست من بنات أفكار لطفي جمعة، بل هي منتحلة من مسرحيتين أجنبيتين، وراح يعطي الدليل وراء الآخر!
29
والغريب أن مسرحية قلب المرأة ما هي إلا جزء من ترجمة لطفي جمعة الذاتية، تحكي عن فترة من حياته قضاها في أوروبا أثناء الدراسة.
30
ولعل عباس حافظ فطن إلى ذلك فيما بعد، فأرسل رسالة إلى لطفي جمعة بعد أكثر من عام، يعتذر فيها عما بدر منه في الماضي.
Неизвестная страница