Игры любви во дворцах королей
مكايد الحب في قصور الملوك
Жанры
أما بناتها الثلاث من زوجها الأول، فصارت الأولى منهن كونتس والدغرايف، والثانية دوقة غرافتن، والثالثة لادي سيمور. وكان لها من زوجها الثاني ولدان: أحدهما الأمير وليم فردريك دوق غلوسستر، الذي تزوج الأميرة ماري ابنة عمه الملك جورج الثالث، وثانيهما الأميرة صوفيا، وقد توفيت سنة 1844 عزبة. فلو قدر لماري كليمنت الخياطة أن تعمر قليلا لشاهدت حفيدها زوج ابنة الملك وحفيدتها أميرة خطيرة تدعو الملك عمها.
مدام «لي شفاليه»
تارة كان يبدو جنديا باسلا يذيب قلوب أعدائه فرقا وذعرا حين يحمل عليهم مستلا حساما يفري حده الحديد، ويجرع من يصيبه بضربة غصة الردي. وطورا كان يلوح غادة حسناء ذات جبين كالبدر حسنا وأناقة وقامة، كالغصن لينا ورشاقة، تخلب قلوب الرجال بنظرة ساحرة، وتسكر قلوبهم بابتسامة فاتنة آسرة. وطورا آخر سفيرا مجربا خبيرا بأساليب المكر والدهاء، ومتضلعا من معرفة شئون السياسة غير خاف عليه شيء من مداخلها ومخارجها. وتارة أخرى يتحول إلى سيدة ليس كمثلها في الحذاقة واللباقة وحسن التناول تبهر العيون بما عليها من الجواهر المتألقة، وتدهش الخواطر بما تبديه من آداب الاجتماع وحسن السلوك. هكذا كان الشفاليه ديون عجيبة القرن الثامن عشر، التي قصرت العقول عن إدراك كنهها ولغزه الذي لم يظفر أحد بحله. فكان يتصرف في تغيير جنسه من رجل إلى امرأة ومن امرأة إلى رجل، بخفة ومهارة تدهشان العقول وتحيران الألباب. فإذا رآه الناس اليوم ولم يداخلهم أقل شك في كونه رجلا، رأوه في اليوم التالي موقنين كل الإيقان أنه فريدة في عقد النساء الحسان.
وهذا السر الخفي ظل أكثر من نصف قرن لغزا أعجز حله أهل أوروبا، وكان موضوع أحاديث سيدات الطبقة الأولى في الهيئة الاجتماعية، ومحور مباحثات عظماء الرجال في الأندية ومحاورات العامة في الحانات. وجرت عليه مراهنات كثيرة بمبالغ باهظة كانت سببا لحدوث منازعات ومشاغبات ذات شأن. هذا كله جرى والشفاليه يرمقه بعين الرزانة وثبات الجأش، هاشا باشا ومواظبا على التحول والتغير والظهور بمظهر امرأة أو رجل على حسب ما يخطر بباله وتمليه عليه مشيئته، غير مكترث لحيرة الناس ودهشتهم.
وكانت ولادة هذا الشخص العجيب الغريب في يوم من شهر أكتوبر سنة 1718 في بلدة تونير. وهو من أسرة اشتهر رجالها بالبسالة والإقدام والحصافة والذكاء، وكان أبوه أحد رجال المحاماة في باريس، وقد تقلد عدة مناصب عالية كان فيها عنوان الاستقامة والأمانة. ومن المحقق أن هذا الطفل عرف عند ولادته بأنه صبي، ولما صعدوا به إلى كنيسة نوتردام للاحتفال بتعميده أطلق عليه أسقف تونير هذه الأسماء: شارل جنفيف لويس أغسطس أندريا تيموثاوس، وكتبه في سجل المعمودية «ابن لويس ديون دي بومو من زوجته فرنسوى.»
وفي أربع السنين الأولى من حياته كان صبيا لا ريب فيه، وعليه علامات الصحة والقوة والنشاط. وأول فصل مثله كبنت كان يوم ارتدى حلة أخوات العذراء، واحتفل بانتظامه في هذا السلك في كنيسة نوتردام. وظل ثلاث سنوات معدودا «بنت العذراء».
ولما صار ابن سبع سنوات خلع هذا الثوب وظهر بملابس الصبيان، ثم أرسل إلى باريس حيث دخل إحدى المدارس، وكان يتقدم رفقاءه الصبيان في الاستحمام بنهر السين، ويجلي عليهم حائزا قصب السبق في الدروس والألعاب. فلم يكن حينئذ عند أحد أقل ارتياب في كونه ولدا ذكرا. وظل هذا الاعتقاد شائعا مدة السنين الأربع التي قضاها في كلية مازارين حيث فاق أقرانه في كل شيء. ولكنه عند تثبيته والاحتفال ببلوغه سن الرشاد أضاف اسم «ماري» إلى أسمائه في المعمودية. ثم أكمل دروسه ونال لقب دكتور بالحقوق، وأصبح في عداد المحامين المشهورين، وكان شديد الولع بالألعاب الرياضية، ومع أنه كان ذا قوام قصير نحيل كقوام الفتاة فقد برز في هذا الميدان على كثيرين من الأقران، ولا سيما في اللعب بالسيف، ولعله كان من أبرع اللاعبين به في أوروبا.
على هذا المنوال عاش شارل ديون في العشرين سنة الأولى من حياته، رجلا ممتازا باستكماله جميع صفات الرجولية، ولكنه لما ذهب ليرى أباه وهو على فراش النزع سنة 1749 ودعه أبوه بقوله: «خففي عنك يا ابنتي، فالموت أمر طبيعي كالحياة، وكما أني عنيت بتعليمك كيف تعيشين، هكذا ينبغي لي أن أعلمك كيف تموتين.»
وبعدما تقلب في عدة مناصب اتفق له أن اتصل بمن عرفه للبرنس دي كوني رئيس جواسيس الملك لويس الخامس عشر، فأعجب بمظاهره الأنثوية، ورأى أن ينتفع بها في خدمة جلالة الملك. ومع أنه كان في السادسة والعشرين من سنه، ظل يلوح لعيون الناظرين إليه بوجه فتاة في الثامنة عشرة، رشيقة القوام أنيقة الطلعة. ولشدة براعته في التنكر بزي فتاة، وفرط ذكائه ومهارته في معالجة الشئون السياسية على الوجه الأتم الأكمل، كان من السهل الانتفاع باستخدامه جاسوسا في إحدى عواصم أوروبا، حيث يستعين بجنسه الزائف المصنوع كفتاة على الوصول إلى ما يعجز عن بلوغه كرجل.
وكان لويس الخامس عشر مهتما أشد الاهتمام في إحكام صلات المودة والصداقة مع إليصابات إمبراطورة روسيا لإحباط مساعي فردريك الكبير وحط منزلته عندها، فلم يجد أجدر بهذه السفارة المهمة من شارل ديون المحامي، الذي في استطاعته أن يتذرع بمحاسن أجمل فتاة، وكياسة أحذق الرجال، إلى نيل أرفع مكانة عند الإمبراطورة وحملها على مواصلة المفاوضات السرية مع ملك فرنسا بواسطة الملحنة.
Неизвестная страница