Игры любви во дворцах королей
مكايد الحب في قصور الملوك
Жанры
ولكن رجال الحكومة لم يبطئوا أن استدلوا على مخبئه فأحاطوا به ذات ليلة بعد رجوعه من زيارة زوجته، وخلعوا باب غرفته ودخلوا وقال له ضابط الجند: «إنك اللورد إدورد فتزجرالد، وأنا مأمور بالقبض عليك، وأرجو ألا تبدي أقل مقاومة.»
ولشدة بسالته وشجاعته آثر الموت على التسليم، فاستل خنجره وحمل على الجنود وكافحهم كفاح الأبطال الصناديد. ولكن كثرتهم تغلبت على بسالته وشدة بأسه، فقبضوا عليه بعد عراك عنيف أصابوه فيه بعدة جراح بالغة تضرج بدمائها. على أنه باعهم حياته بأغلى ثمن؛ إذ كان قد أثخن في كثيرين منهم وغادر ضابطهم مجندلا في زاوية الغرفة يعاني سكرات الموت، وبعدما ذهبوا به إلى القلعة نقلوه إلى نيوغايت. وهناك سألوه هل يروم أن يبعث برسالة إلى زوجته، فأجاب: «لا، ولكن تلطفوا في إطلاعها على خبر مصيري.»
ولما علمت باميلي أنهم قبضوا عليه ودت من شدة بأسها لو أمكنها أن تفديه بنفسها، ولكنها لم تستطع ذلك، فباعت حلاها والهدايا التي جاءتها يوم زواجها، وحاولت أن ترشو حراس السجن بثمنها، فلم يقترن سعيها بالنجاح، وطلبت أن تقاسمه الأسر والاعتقال، فلم تلق أذنا صاغية، بل صدر إليها الأمر بأن تغادر إرلندة بما يستطاع من السرعة، وتترك أولادها ولا تعلل نفسها بأمل رؤية زوجها الذي بلغها أنه في حالة النزع متأثرا من جراحه. وبعيد سفرها أسلم اللورد إدورد الروح وتركها شريدة طريدة. وقبيل وفاته أوصى بكل ما يملكه «لزوجتي اللادي باميلي فتزجرالد عنوان احترامي ومحبتي لها وشدة ثقتي بها.» ولكن الحكومة أصدرت قرارها بحرمانها ما أوصى لها زوجها به.
وقد نعي إليها وهي في لندن عند دوق رتشموند، فحزنت عليه حزنا يعجز اللسان عن وصفه. وفي سنة 1799 برحت لندن إلى همبورغ، ونزلت ضيفة عند صديقة لها، وهي ابنة أخت مدام دي جنليس وزوجة صاحب مصرف كبير هناك. ثم عرفت في همبورغ رجلا يدعى بنكارين، فعرض عليها أن يتزوجها، وأجابته إلى ما طلب مدفوعة لا بداعي الحب، بل لشدة الفقر والاحتياج. ولكن زواجها لم يقترن بشيء من الرفاء والهناء. وفي سنة 1820 أقامت في طولون وهي في فقر لا يوصف.
وبعد إحدى عشرة سنة انتهت حياتها الغامضة الغريبة في باريس، وكان القرار بحرمانها تركة زوجها قد ألغي، فعاشت في سنيها الأخيرة في سعة. وماتت في سن السابعة والخمسين؛ أي بعد فاجعة زوجها بثلاث وثلاثين سنة، وعلى وجهها بقية من حسنها الغابر وعزها الدابر، ولم يعرف عنها سوى المكتوب على ضريحها: «باميلي».
من حضيض الضعة إلى أوج الرفعة
قلما اجتاز شاب شارع بال مال في أوائل القرن الثامن عشر إلا خفق فؤاده عند اقترابه من دكان المستر رني الخياط، واخترق نافذته بنظره لعله يظفر بلمحة من ماري كليمنت التي تتعلم الخياطة عنده. وقد شاع ذكر جمالها الفائق في جميع الألسنة، وبات موضوع حديث الخاص والعام.
وتلك الشهرة المستفيضة التي حازها حسنها البديع لم تكن شهرة باطلة، ولا مموهة بطلاء المبالغة؛ ففي لندن كلها في عهد الملك جورج الثاني لم يشاهد الناس فتاة فاقت ماري كليمنت في بهاء عينيها الساحر، وجمال ابتسامتها المسكر. وقد زان حسنها وجمالها خفر وحشمة لا مزيد عليهما. فإنها كانت على رغم تسابق المارة لاختلاس نظرة إليها أو لمحة منها تقضي نهارها جالسة مطرقة حاصرة نظرها فيما تخيطه، وغير مكترثة لشيء آخر على الإطلاق. قال أحد واصفيها: «لما سبكتها الطبيعة كانت في أحسن حالات الصفاء، وأجلى ساعات الوحي والإلهام؛ ولذلك تسنى لها أن تفرغها في أجمل قالب وأبدع صورة. وقلما يتاح للندن أن ترى محاسن باهرة كهذه مرة في القرن.»
ولا يخفى أن كل علق غال يكون دائما عزيز المطلب صعب المنال. والحصول على كليمنت لم يكن من الهنات الهينات. وهي لعلمها بما امتازت به من القسامة النادرة المثال كانت تعرض عن كل خاطب مهما يكن أرفع منها رتبة ومقاما، ولم تلتفت بعين الرضا والقبول إلا إلى شاب واحد كان فريدة عقد الشبان الحسان، وهو إدورد ولبول ثاني أنجال السر روبرت ولبول رئيس وزراء إنكلترة. وكان منزله فوق دكان الخياط. هذا الفتى خلب لبها بجمال طلعته وحسن صفاته.
وكان في ذهابه وإيابه أمام الدكان ووقوفه في شرفة بيته فوقه يخالسها النظر وهي مكبة على عملها لفقا أو شلا أو تفصيلا. وكلما رفعت نظرها وأرسلته من النافذة وقعت عيناها على إدورد شاخصا إليها، فيلتقي النظران ويمهدان سبيل التعارف والتآلف. وتلك النظرات المختلسة على التبادل عقبها ابتسامات فتحيات في أثناء غفلة الخياط، فاجتماعات على خلوة بمعزل عن الرقباء ولم يكذبا أن وجدا حبال الحب عالقة بهما كليهما.
Неизвестная страница